اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 155

اعتِرافَهُم بِالعَجزِ عَن تَناوُلِ ما لَم يُحيطوا بِهِ عِلما ، وسَمّى تَركَهُمُ التَّعَمُّقَ فيما لَم يُكَلِّفهُمُ البَحثَ عَن كُنهِهِ رُسوخا . فَاقتَصِر عَلى ذلِكَ ، ولا تُقَدِّر عَظَمَةَ اللّهِ سُبحانَهُ عَلى قَدرِ عَقلِكَ فَتَكونَ مِنَ الهالِكينَ . ۱

۳۳۳۷.الإمام زين العابدين عليه السلامـ كانَ إِذا قَرَأَ هذِهِ الآيَةَ :«وَ إِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»۲يقولُ ـ :سُبحانَ مَن لَم يَجعَل في أَحَدٍ مِن مَعرِفَةِ نِعَمِهِ إِلّا المَعرِفَةَ بِالتَّقصيرِ عَن مَعرِفَتِها ، كَما لَم يَجعَل في أَحَدٍ مِن مَعرِفَةِ إِدراكِهِ أَكثَرَ مِنَ العِلمِ أَنَّهُ لا يُدِركُهُ ، فَشَكَرَ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ مَعرِفَةَ العارِفينَ بِالتَّقصيرِ عَن مَعرِفَةِ شُكرِهِ فَجَعَلَ مَعرِفَتَهُم بِالتَّقصيرِ شُكرا ، كَما عَلِمَ عِلمَ العالِمينَ أَنَّهُم لا يُدرِكونَهُ فَجَعَلَهُ إِيمانا ، عِلما مِنهُ أَنَّهُ ]قَدرُ] ۳ وُسعِ العِبادِ ، فَلا يَتَجاوَزُ ذلِكَ . ۴

۳۳۳۸.الكافي عن عاصم بن حميد :سُئِلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليهماالسلام عَنِ التَّوحيدِ فَقالَ : إِنَّ اللّهَ عز و جلعَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ أَقوامٌ مُتَعَمِّقونَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ »۵ وَالآياتِ مِن سورَةِ الحَديدِ إِلى قَولِهِ : «وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ»۶ ، فَمَن رامَ وَراءَ ذلِكَ فَقَد هَلَكَ . ۷

1.نهج البلاغة : الخطبة ۹۱ ، التوحيد : ص ۵۵ ح ۱۳ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۵ كلاهما نحوه وكلّها عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۵۷ ص ۱۰۷ ح ۹۰ .

2.إبراهيم : ۳۴ .

3.في المصدر : «قَدُّ» ، وما في المتن أثبتناه من تحف العقول .

4.الكافي : ج ۸ ص ۳۹۴ ح ۵۹۲ ، تحف العقول : ص ۲۸۳ وفيه «قدْرُ وسعِ العبادِ فلا يُجاوِزونَ ذلِكَ» بدل «قدر وُسعِ العباد فلا يَتَجاوزُ ذلِكَ» ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۴۱ ح ۳۶ .

5.الإخلاص : ۱ .

6.الحديد : ۶ .

7.الكافي : ج ۱ ص ۹۱ ح ۳ ، التوحيد : ص ۲۸۳ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۳ ص ۲۶۴ ح ۲۱ .

الصفحه من 247