اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 157

كلامٌ حول معنى «التعمّق» في معرفة اللّه

وقع البعض من كبار أهل العرفان ـ ومن دون أن يلتفتوا إلى معنى «التعمّق» في اللغة والحديث ـ في الخطأ في تفسيرهم للحديث الّذي نقله الكليني عن الإمام زين العابدين عليه السلام ، والّذي جاء فيه:
إِنَّ اللّهَ عز و جل عَلِمَ أَنَّهُ يَكونُ في آخِرِ الزَّمانِ أَقوامٌ مُتَعَمِّقونَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ » و الآياتِ مِن سورَةِ الحَديدِ إِلى قَولِهِ: «وَ هُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ» ، فَمَن رامَ وَراءَ ذلِكَ فَقَد هَلَكَ . ۱
حيث فسرّوه بأنّه لمّا كان اللّه تعالى يعلم بأنّ اُناسا سوف يأتون في آخر الزمان يستقصون ويتمعّنون ، أنزل سورة التوحيد والآيات الأُولى من سورة الحديد ، وبهذا البيان استخرجوا مدح أهل العرفان في آخر الزمان وطبّقوا الحديث المذكور على ما فهموهُ من التوحيد . ولكن بالمراجعة للمصادر الأصيلة في اللغة والحديث الّتي وردت فيها كلمة «التعمّق» ، والتدقيق في ذيل كلامه عليه السلام يجعلان الباحث يوقن بأنّ فهمهم للحديث المذكور غير سديد قطعا :

1 . «التعمّق» في اللّغة

قال الخليل بن أحمد الفراهيديّ: «المتعمّق: المبالغ في الأمر المتشدّد فيه ، الّذي

1.راجع : ص ۴۳۳ ح ۳۳۳۸ .

الصفحه من 247