اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 160

ونلاحظ في ضوء ما تقدّم أنّ التعمّق في معرفة اللّه والشؤون الدِّينيّة ، كما تفيده ثقافة الحديث في الإسلام ، ليس مذموما فحسب ، بل محظورٌ أيضا . وما ورد في كلام الإمام زين العابدين عليه السلام : «إِنّ أقواما سَيَتَعَمَّقونَ في آخِرِ الزَّمانِ» يعبّر عن انحرافهم العقيديّ ، إذ إنّ اللّه تعالى أنزل سورة التوحيد والآيات الأُولى من سورة الحديد لئلّا يعمّ انحرافهم .
إنّ ما جاء في ذيل كلام الإمام عليه السلام حينما قال: «فَمَن رامَ وَراءَ ذلِكَ هَلَكَ» ، يدلّ على أنّ المسلمين يجب أن يكتفوا في معرفة صفات اللّه بماورد في هذه الآيات وما وضّحه أهل البيت عليهم السلام في هذا المجال ، ولا يسبروا الغور في المباحث الّتي لا يبلغ عُمقَها فكرهم ۱ ، فلا عاقبة للتعمّق في ذات اللّه سبحانه وصفاته إلّا الهلاك .

راجع : موسوعة العقائد الإسلامية (المعرفة) : ج 2 ص 160 (نطاق المعرفة / خطر التعمّق) .

1.راجع : ص ۴۳۱ (النهي عن التفكّر في ذاته) وص۴۳۲ (النهي عن التعمّق في صفته) .

الصفحه من 247