ذُو اقتِدارٍ ، أَنَّ بِنا مِنَ اللّهِ هَوانا وعَلَيكَ مِنهُ كَرامَةً وَامتِنانا ، وأَنَّ ذلِكَ لِعِظَمِ خَطَرِكَ وجَلالَةِ قَدرِكَ ، فَشَمَختَ بِأَنفِكَ ، ونَظَرتَ في عِطفِكَ ، تَضرِبُ أَصدَرَيكَ ۱ فَرَحا ، وتَنفُضُ ۲ مِذرَوَيكَ ۳ مَرَحا ، حينَ رَأَيتَ الدُّنيا لَكَ مُستَوسِقَةً ، وَالأُمورَ لَدَيكَ مُتَّسِقَةً ، وحينَ صَفا لَكَ مُلكُنا ، وخَلَصَ لَكَ سُلطانُنا . فَمَهلاً مَهلاً لا تَطِش جَهلاً ، أَنَسيتَ قَولَ اللّهِ عز و جل : «وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ»۴ . ۵
۳۳۶۱.بحار الأنوار عن محمّد بن أبي مسهر عن أبيه عن جدّه :كَتَبَ المُفَضَّلُ بنُ عُمَرَ الجُعفِيُّ إِلى أَبي عَبدِ اللّهِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ الصّادِقِ عليهماالسلام يُعلِمُهُ أنَّ أَقواما ظَهَروا مِن أَهلِ هذِهِ المِلَّةِ يَجحَدونَ الرُّبوبِيَّةَ ، ويُجادِلونَ عَلى ذلِكَ ، ويَسأَلُهُ أَن يَرُدَّ عَلَيهِم قَولَهُم ، ويَحتَجَّ عَلَيهِم فيمَا ادَّعَوا بِحَسَبِ ما احتَجَّ بِهِ عَلى غَيرِهِم ، فَكَتَبَ أَبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام :
بسم اللّه الرحمن الرحيم ، أَمّا بَعدُ ؛ وَفَّقَنَا اللّهُ وإِيّاكَ لِطاعَتِهِ ، وأَوجَبَ لَنا بِذلِكَ رِضوانَهُ بِرَحمَتِهِ . وَصَلَ كِتابُكُ تَذكُرُ فيهِ ما ظَهَرَ في مِلَّتِنا ، وذلِكَ مِن قَومٍ مِن أَهلِ الإِلحادِ بِالرُّبوبِيَّةِ ، قَد كَثُرَت عِدَّتُهُم ، وَاشتَدَّت خُصومَتُهُم ، وتَسأَلُ أَن أَصنَعَ لِلرَّدِّ عَلَيهِم ، وَالنَّقضِ لِما في أَيديهِم كِتابا ، عَلى نَحوِ ما رَدَدتُ عَلى غَيرِهِم مِن أَهلِ البِدَعِ وَالاِختِلافِ .
ونَحنُ نَحمَدُ اللّهَ عَلَى النِّعَمِ السّابِغَةِ ، وَالحُجَجِ البالِغَةِ ، وَالبَلاءِ المَحمودِ عِندَ الخاصَّةِ وَالعامَّةِ ، فَكانَ مِن نِعَمِهِ العِظامِ وآلائِهِ الجِسامِ الَّتي أَنعَمَ بِها تَقريرُهُ قُلوبَهُم
1.أصدَرَيه : مَنكِبَيه (النهاية : ج ۳ ص ۱۶ «صدر») .
2.في المصدر : «تنقض» ، والتصويب من بحار الأنوار .
3.المِذرَوان : جانبا الأليَتَين ، وقيل : هما طرفا كلّ شيء . يقال : جاء فلانٌ يَنفُضُ مِذرَوَيه؛ إذا جاء باغيا يتهدّد (النهاية : ج ۴ ص ۳۱۱ «مذر») .
4.آل عمران : ۱۷۸ .
5.الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۲۲ ح ۱۷۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۷ ح ۵ .