اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 19

تحليل لأحاديث معرفة اللّه باللّه

قرأنا في أحاديث هذا الباب أنّ اللّه تعالى عرّف نفسه للناس ، وأنّ عليهم أن يعرفوه به ، وبملاحظة هذه الأحاديث يُثار سؤال ، وهو: ما المقصود من معرفة اللّه باللّه ؟
للمحدّثين والحكماء آراء شتّى في الإجابة عن هذا السؤال ، كما يلاحظ بنظرةٍ بدائيّة في متن الأحاديث تفاسير مختلفة لمعرفة اللّه باللّه ، لكنّ التأمّل فيها يستبين أن لا خلاف يلوح في الاُفق .
وما يُستشفّ من التأمّل في النصوص المأثورة هو أنّ المعرفة الحقيقيّة للّه سبحانه لا تتيسّر إلّا باللّه نفسه ، وليس لأحدٍ أن يُعرّفه للنّاس حقّ تعريفه ، إلّا هو ـ جلّ شأنه ـ ، من هنا أخذ سبحانه على نفسه هداية الناس ، كما قال في كتابه: «إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى»۱ . يُثار هنا سؤال آخر مفاده: كيف يعرّف اللّه نفسه للناس ، ويهديهم إليه؟

كيف عرّف اللّه عز و جل نفسه للناس؟

لو تأمّلنا لرأينا أنّ اللّه تعالى قد عرّفَ نفسه للناس ، وهيّأ للبشر أنواع الآلات

1.الليل : ۱۲ .

الصفحه من 247