اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 215

إنّ الدليل على أنّ تشريع القوانين وتنفيذها للّه وحده هو أنّ مَن يعرف الإنسان وحاجاته ، ويعلم مبادئ تكامله أكثر من غيره ، ومن كان متحرّرا من الهوى والخوف في تنفيذ القانون ، هو أفضل المشرّعين ، وما من أحد يتّصف بهذه الخصائص بشكل كامل إلّا اللّه سبحانه ، ولمّا كان تعالى خالقا للإنسان ، عارفا بقابليّاته وحاجاته ، العالم المطلق الّذي يخبُر مبادئ تكامله ، والغنيّ المطلق ، فلا مانع يحول دون حكمه أو حكومته .
على هذا الأساس يصف القرآن الكريم اللّهَ سبحانه بأنّه « خَيْرُ الْحَاكِمِينَ » و «أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ » و « خَيْرُ الْفَـصِلِينَ » ، وأنّ التشريع له وحدَه « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ » ، وأنّ الحكومة حقّ لخلفائه في الأرض ؛ قال جلّ شأنه :
«يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى» .۱

الكتاب

«وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ» . ۲

«وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ» . ۳

«مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِىٍّ وَ لَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا» . ۴

«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ» . ۵

«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» . ۶

«وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ» . ۷

1.ص : ۲۶ .

2.الأعراف : ۸۷ ، يونس : ۱۰۹ ، يوسف : ۸۰ .

3.هود : ۴۵ وراجع : التين : ۸ .

4.الكهف : ۲۶ .

5.الأنعام : ۵۷ وراجع : يوسف : ۶۷ .

6.يوسف : ۴۰ .

7.الشورى : ۱۰ .

الصفحه من 247