اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 66

الحكمة وآثار الصنع في وجود الإنسان بقوله:
وَالعَجَبُ مِن مَخلوقٍ يَزعُمُ أَنَّ اللّهَ يَخفى عَلى عِبادِهِ وهُوَ يَرى أَثَرَ الصُّنعِ في نَفسِهِ؛ بِتَركيبٍ يُبهِرُ عَقلَهُ ، وتَأليفٍ يُبطِلُ حُجَّتَهُ . ۱
وقوله عليه السلام في بيان الآية 21 من سورة الذاريات : «وَ فِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ»:
إنَّهُ خَلَقَكَ سَميعا بَصيرا ، تَغضَبُ وتَرضى ، وتَجوعُ وتَشبَعُ ، وذلِكَ كُلُّهُ مِن آياتِ اللّهِ تَعالى . ۲
من اللافت للنظر أنّ هشام بن الحكم ـ وهو من تلاميذ الإمام الصادق عليه السلام وأصحابه المتكلّمين ـ استنبط نفس المعنى من الآيات والأحاديث الواردة في معرفة النفس ، فقد قال في صدد معرفة اللّه عن طريق معرفة النفس:
عَرَفتُ اللّهَ ـ جَلَّ جَلالُهُ ـ بِنَفسي لأَِنَّها أقرَبُ الأَشياءِ إِلَيَّ ، وذلِكَ أنّي أجِدُها أبعاضا مُجتَمِعَةً ، وأجزاءً مُؤتَلِفَةً ... . ۳
ويشير في الختام إلى أنّ القصد من قوله تعالى: «وَ فِى أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ» هو هذا المعنى نفسه .
لكنّنا نأسف شديد الأسف على أنّ المعنى الواضح الّذي أكّده القرآن الكريم والأحاديث في تبيين حديث معرفة النفس قد غُفِلَ عنه تماما ، ولم يذكر في عداد الشروح الملحوظة ـ حتّى بوصفه معنىً كسائر المعاني ـ الّتي فُرض بعضها على الحديث الشريف ولو أنّ علماء المسلمين أخذوا برسالة القرآن في معرفة النفس لفاقوا جميع علماء العالم في العلوم المرتبطة بعلم معرفة الإنسان .

1.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۵۲ نقلاً عن رسالة الاهليلجة عن المفضّل بن عمر .

2.راجع : ص ۳۳۱ ح ۳۱۵۷ .

3.راجع : ص ۳۳۱ ح ۳۱۵۸ .

الصفحه من 247