اللّه عز و جل (تفصیلی) - الصفحه 72

وهذا التفسير للتجربة في الواقع فرع من معرفة اللّه عن طريق معرفة النفس ، ومن هنا يتسنّى لنا أن نعدّ هذه الأحاديث من جملة الأحاديث الشارحة للحديث المأثور : «مَن عَرَفَ نَفسَهُ فَقَد عَرَفَ رَبَّهُ» .
الثاني : إنّ معنى معرفة اللّه عن طريق التجربة هي تلك التجربة الّتي تتجلّى للموحّدين المتّقين المخلصين : «عُرِفَ اللّهُ سُبحانَهُ بِفَسخِ العَزائِمِ ، وحَلِّ العُقودِ ، وكَشفِ الضُّرِّ وَالبَلِيَّةِ عَمَّن أخلَصَ لَهُ النِّيَّةَ» . ۱
ولحلّ مشكلات الحياة ودفع بليّاتها طريق آخر غير الطرق العاديّة والمادّيّة المعروفة ، وذلك هو التّقوى ، والتوكّل ، والإخلاص ، حيث يصرّح القرآن الكريم على ذلك بقوله :
«وَ مَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَ يَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ» .۲
ويؤكّد أيضا :
«وَ الَّذِينَ جَاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا» .۳
ولكلّ باحثٍ أن يجرّب التوحيد ، بل النبوّة عبر الاختبار العمليّ للآيات المذكورة في حياة الموحّدين المتّقين المخلصين .

طرق معرفة اللّه

1.راجع : ص ۳۴۶ ح ۳۱۶۷ .

2.الطلاق : ۲ و ۳ .

3.العنكبوت : ۶۹ .

الصفحه من 247