الأمل (تفصیلی) - الصفحه 43

وفَضلي ، أيُؤَمِّلُ عَبدي فِي الشَّدائِدِ غَيري ؟! أو يَرجو سِوايَ ؟! وأنَا الغَنِيُّ الجَوادُ ، بِيَدي مَفاتيحُ الأَبوابِ وهِيَ مُغلَقَةٌ ، وبابي مَفتوحٌ لِمَن دَعاني!
ألَم يَعلَم أنَّهُ ما أوهَنَتهُ نائِبَةٌ لَم يَملِك كَشفَها عَنهُ غَيري ؟ فَما لي أراهُ بِأَمَلِهِ مُعرِضا عَنّي ؟! قَد أعطَيتُهُ بِجودي وكَرَمي ما لَم يَسأَلني ، فَأَعرَضَ عَنّي ولَم يَسأَلني وسَأَلَ في نائِبَتِهِ غَيري ، وأنَا اللّهُ أبتَدِئُ بِالعَطِيَّةِ قَبلَ المَسأَلَةِ ، أفَاُسأَلُ فَلا اُجيبُ؟ كَلّا ، أوَ لَيسَ الجُودُ وَالكَرَمُ لي؟ أوَ لَيسَ الدُّنيا وَالآخِرَةُ بِيَدي؟ فَلَو أنَّ أهلَ سَبعِ سَماواتٍ وأرَضينَ سَأَلوني جَميعا فَأَعطَيتُ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم مَسأَلَتَهُ ، ما نَقَصَ ذلِكَ مِن مُلكي مِثلَ جَناحِ بَعوضَةٍ ، وكَيفَ يَنقُصُ مُلكٌ أنا قَيِّمُهُ؟ فيا بُؤسا ۱ لِمَن عَصاني ولَم يُراقِبني.
فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ أعِد عَلَيَّ هذَا الحَديثَ ، فَأَعادَهُ ثَلاثا ، فَقُلتُ : لا وَاللّهِ ، لا سَأَلتُ أحَدا بَعدَ هذا حاجَةً . فَما لَبِثتُ أن جاءَني بِرِزقٍ ۲ وفَضلٍ مِن عِندِهِ. ۳

راجع: ص 83 (الاِتّكال على اللّه عز و جل) .

1.في المصدر : «فيا بؤس» ، والتصويب من بحار الأنوار .

2.في عدّة الداعي : «أن جاءني اللّه برزقٍ .. .» .

3.الأمالي للطوسي : ص ۵۸۴ ح ۱۲۰۸ ، الكافي : ج ۲ ص ۶۶ ح ۷ عن الحسين بن علوان نحوه ، عدّة الداعي : ص ۱۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۷۱ ص ۱۵۴ ح ۶۷ ؛ الفردوس : ج ۵ ص ۲۴۹ ح ۸۰۹۷ عن أبي ذرّ الغفاري عنه صلى الله عليه و آله وفيه من «يقول اللّه عز و جل : لاُقطِّعَنَّ أمل . . .» إلى «ولم يراقبني» ، كنز العمّال : ج ۶ ص ۶۲۹ ح ۱۷۱۴۵ نقلاً عن ابن النجّار عن سعيد بن عبد الرحمن وكلاهما نحوه .

الصفحه من 82