الأمل (تفصیلی) - الصفحه 6

بالرحمةِ الإلهيّة المهداة من اللّه تعالى إلى المجتمع البشري . ۱
إنّ الأمر الأساس في مجال استثمار الإنسان لهذه الموهبة الإلهيّة هو كيفيّة صقلها ورعايتها ، حيث إنّ هذه الخاصيّة الفطريّة لو تمّ رعايتها وتنميتها بشكل صحيح لبلغ الإنسان من خلال تحقيق أمانيه إلى حالة الاستقرار والطمأنينة ليكون بشكل تدريجيّ ـ كما يعبّر القرآن الكريم ـ ذا نفس مطمئنّة . ۲
أمّا إذا لم يستطع تربيتها ورعايتها بشكل صحيح ، فهو كمن يتوهّم السراب ماءً ، ويسعى طوال عمره في طلب ذلك السراب ، حتّى ينزل به الموت وهو بعدُ لم يبلغ الغاية ، ولو نال شيئا ممّا كان يتخيّل أنّه يأمل الوصول إليه فإنّه لن يجد فيه مراده ، لذا فهو لا يستشعر الراحة والاستقرار في حياته أبدا ، وفي ذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام :
مَن سَعى في طَلَبِ السَّرابِ طالَ تَعَبُهُ ، وكَثُرَ عَطَشُهُ. ۳
وقال عليه السلام أيضا :
من أمَّلَ الرِّيَّ مِنَ السَّرابِ خابَ أمَلُهُ ، وماتَ بِعَطَشِهِ. ۴
لهذا فإنّه من أجل تربية الأمل وصقله ينبغي أوّلاً معرفة ما تطلبه الفطرة وتريد تحقيقه ، وعلى هذا الأساس يمكن أن نفصل بين الأماني الصحيحة والأماني غير الصحيحة ، ثمّ نسعى غاية جهدنا للوصول إلى الأماني الفطريّة الحقيقيّة ، واجتناب الأماني الكاذبة .

1.راجع : ص ۵۹ ح ۳۵۷۷ .

2.راجع : الفجر : الآيات ۲۷ ـ ۳۰ .

3.راجع : ص ۸۸ ح ۳۶۷۳ .

الصفحه من 82