الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 103

لَم يَزَل مَرعِيّا بِعَينِ اللّهِ ، يَحفَظُهُ ويَكلَؤُهُ بِسِترِهِ ، مَطرودا عَنهُ حَبائِلُ إبليسَ وجُنودِهِ ، مَدفوعا عَنهُ وُقوبُ الغَواسِقِ ۱ ونُفوثُ ۲ كُلِّ فاسِقٍ ، مَصروفا عَنهُ قَوارِفُ ۳ السّوءِ ، مُبَرَّأً مِنَ العاهاتِ ، مَحجوبا عَنِ الآفاتِ ، مَعصوما مِنَ الزَّلّاتِ ، مَصونا عَنِ الفَواحِشِ كُلِّها ، مَعروفا بِالحِلمِ وَالبِرِّ في يَفاعِهِ ۴ ، مَنسوبا إلَى العَفافِ وَالعِلمِ وَالفَضلِ عِندَ انتِهائِهِ ، مُسنَدا إلَيهِ أمرُ والدِهِ ، صامِتا عَنِ المَنطِقِ في حَياتِهِ .
فَإِذا انقَضَت مُدَّةُ والِدِهِ ، إلى أنِ انتَهَت بِهِ مَقاديرُ اللّهِ إلى مَشيئَتِهِ ، وجاءَتِ الإِرادَةُ مِنَ اللّهِ فيهِ إلى مَحَبَّتِهِ ، وبَلَغَ مُنتَهى مُدَّةِ والِدِهِ عليه السلام فَمَضى ، وصارَ أمرُ اللّهِ إلَيهِ مِن بَعدِهِ ، وقَلَّدَهُ دينَهُ ، وجَعَلَهُ الحُجَّةَ عَلى عِبادِهِ ، وقَيِّمَهُ في بِلادِهِ ، وأيَّدَهُ بِروحِهِ ، وآتاهُ عِلمَهُ ، وأنبَأَهُ فَصلَ بَيانِهِ ، وَاستَودَعَهُ سِرَّهُ ، وَانتَدَبَهُ لِعَظيمِ أمرِهِ ، وأنبَأَهُ فَضلَ بَيانِ عِلمِهِ ، ونَصَبَهُ عَلَما لِخَلقِهِ ، وجَعَلَهُ حُجَّةً عَلى أهلِ عالَمِهِ ، وضِياءً لِأَهلِ دينِهِ ، وَالقَيِّمَ عَلى عِبادِهِ ، رَضِيَ اللّهُ بِهِ إماما لَهُم ، استَودَعَهُ سِرَّهُ ، وَاستَحفَظَهُ عِلمَهُ ، وَاستَخبَأَهُ حِكمَتَهُ ، وَاستَرعاهُ لِدينِهِ ، وَانتَدَبَهُ لِعَظيمِ أمرِهِ ، وأحيا بِهِ مَناهِجَ سَبيلِهِ ، وفَرائِضَهُ وحُدودَهُ ، فَقامَ بِالعَدلِ عِندَ تَحَيُّرِ أهلِ الجَهلِ ،وَ تَحييرِ أهلِ الجَدَلِ ، بِالنّورِ السّاطِعِ ، وَالشِّفاءِ النّافِعِ ، بِالحَقِّ الأَبلَجِ ، وَالبَيانِ اللّائِحِ مِن كُلِّ مَخرَجٍ ، عَلى طَريقِ المَنهَجِ الَّذي مَضى عَلَيهِ الصّادِقونَ مِن آبائِهِ عليهم السلام ، فَلَيسَ يَجهَلُ حَقَّ هذَا العالِمِ إلّا شَقِيٌّ ، ولا يَجحَدُهُ إلَا غَوِيٌّ ، ولا يَصُدُّ عَنهُ إلّا جَرِيٌّ عَلَى اللّهِ جَلَّ وعَلا. ۵

1.الغاسق إذا وقب : أي الليل إذا دخل وأقبل بظلامه (النهاية : ج ۵ ص ۲۱۲ «وقب») .

2.النَّفثُ بالفم : وهو شبيه بالنفخ ، وهو أقلّ من التفل (النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نفث») .

3.قَرَفَ الذنب : إذا عمله (النهاية : ج ۴ ص ۴۵ «قرف») .

4.أيفَعَ الغلاُم فهوَ يافِعٌ: إذا شارَفَ الاحتلام ولمّا يحتلِم. واليَفاع: اليافِع (اُنظر : النهاية : ج۵ ص۲۹۹ «يفع»).

5.الكافي : ج ۱ ص ۲۰۳ ح ۲ ، الغيبة للنعماني : ص ۲۲۴ ح ۷ نحوه وكلاهما عن إسحاق بن غالب ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۵۰ ح ۲۵ .

الصفحه من 182