الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 104

۴۱۲۰.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن الحسن بن الجهم :حَضَرتُ مَجلِسَ المَأمونِ يَوما وعِندَهُ عَلِيُّ ابنُ موسَى الرِّضا عليه السلام ، وقَدِ اجتَمَعَ الفُقَهاءُ وأهلُ الكَلامِ مِنَ الفِرَقِ المُختَلِفَةِ ، فَسَأَلَهُ بَعضُهُم ، فَقالَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، بِأَيِّ شَيءٍ تَصِحُّ الإِمامَةُ لِمُدَّعيها ؟
قالَ : بِالنَصِّ وَالدَّليلِ .
قالَ لَهُ : فَدَلالَةُ الإِمامِ فيما هِيَ ؟
قالَ : فِي العِلمِ وَاستِجابَةِ الدَّعوَةِ. ۱

۴۱۲۱.الكافي عن عبد العزيز بن مسلم :كُنّا مَعَ الرِّضا عليه السلام بِمَروَ ، فَاجتَمَعنا فِي الجامِعِ يَومَ الجُمُعَةِ في بَدءِ مَقدَمِنا ، فَأَداروا أمرَ الإِمامَةِ وذَكَروا كَثرَةَ اختِلافِ النّاسِ فيها ، فَدَخَلتُ عَلى سَيِّدي عليه السلام فَأَعلَمتُهُ خَوضَ النّاسِ فيهِ ، فَتَبَسَّمَ عليه السلام ثُمَّ قالَ :
يا عَبدَ العَزيزِ ، جَهِلَ القومُ وخُدِعوا عَن آرائِهِم ، إنَّ اللّهَ عز و جل لَم يَقبِض نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله حَتّى أكمَلَ لَهُ الدّينَ ، وأنزَلَ عَلَيهِ القُرآنَ فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَيءٍ ، بَيَّنَ فيهِ الحَلالَ وَالحَرامَ، وَالحُدودَ وَالأَحكامَ ، وجَميعَ ما يَحتاجُ إلَيهِ النّاسُ كَمَلاً ، فَقالَ عز و جل : «مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَابِ مِن شَىْ ءٍ»۲ ، وأنزَلَ في حَجَّةِ الوَداعِ وهِيَ آخِرَ عُمُرِهِ صلى الله عليه و آله : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ الْاءِسْلَامَ دِينًا»۳ .
وأمرُ الإِمامَةِ مِن تَمامِ الدّينِ ، ولَم يَمضِ صلى الله عليه و آله حَتّى بَيَّنَ لِاُمَّتِهِ مَعالِمَ دينِهِم ، وأوضَحَ لَهُم سَبيلَهُم ، وتَرَكَهُم عَلى قَصدِ سَبيلِ الحَقِّ ، وأقامَ لَهُم عَلِيّا عليه السلام عَلَما وإماما ، وما تَرَكَ لَهُم شَيئا يَحتاجُ إلَيهِ الاُمَّةُ إلّا بَيَّنَهُ ، فَمَن زَعَم أنَّ اللّهَ عز و جل لَم يُكمِل دينَهُ فَقَد رَدَّ كِتابَ اللّهِ ، ومَن رَدَّ كِتابَ اللّهِ فَهُوَ كافِرٌ بِهِ .

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۲ ص ۲۰۰ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۳۴ ح ۶ .

2.الأنعام : ۳۸ .

3.المائدة : ۳ .

الصفحه من 182