الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 108

مَقامَهُ ويُغني غِناهُ ؟ لا ، كَيفَ وأنّى ؟ وَهُوَ بِحَيثُ النَّجمُ مِن يَدِ المُتَناوِلينَ ووَصفِ الواصِفينَ ، فَأَينَ الاِختِيارُ مِن هذا ؟ وأَينَ العُقولُ عَن هذا ؟ وأَينَ يُوجَدُ مِثلُ هذا؟!
أتَظُنّونَ أنَّ ذلِكَ يُوجَدُ في غَيرِ آلِ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ؟ كَذَبَتهُم وَاللّهِ أنفُسُهُم ومَنَّتهُمُ الأَباطيلَ ، فَارتَقَوا مَرتَقىً صَعبا دَحضا ۱ ، تَزِلُّ عَنهُ إلَى الحَضيضِ ۲ أقدامُهُم .
راموا إقامَةَ الإِمامِ بِعُقولٍ حائِرَةٍ بائِرَةٍ ناقِصَةٍ ، وآراءٍ مُضِلَّةٍ ، فَلَم يَزدادوا مِنهُ إلّا بُعدا «قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ»۳ ، ولَقَد راموا صَعبا ، وقالوا إفكا ، وضَلّوا ضَلالاً بَعيدا ، ووَقَعوا فِي الحَيرَةِ ، إذ تَرَكُوا الإِمامَ عَن بَصيرَةٍ «وَ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَ كَانُواْ مُسْتَبْصِرِينَ» . ۴
رَغِبوا عَنِ اختِيارِ اللّهِ وَاختِيارِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وأهلِ بَيتِهِ إلَى اختِيارِهِم ، وَالقُرآنُ يُناديهِم : «وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَ يَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ تَعَالَى عَمَّايُشْرِكُونَ»۵ ، وقالَ عز و جل : «وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ»۶ الآيَةَ ، وقالَ : «مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ * إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا تَخَيَّرُونَ * أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَاتَحْكُمُونَ* سَلْهُمْ أَيُّهُم بِذَلِكَ زَعِيمٌ* أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُواْ بِشُرَكَائِهِمْ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ» . ۷

1.الدّحْضُ : أي الزَّلَقُ (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۴ «دحض») .

2.الحَضيض : القرار من الأرض عند منقطَع الجبل (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۷۱ «حضض») . وهو هنا على نحو الاستعارة.

3.التوبة : ۳۰ .

4.العنكبوت : ۳۸ .

5.القصص : ۶۸ .

6.الأحزاب : ۳۶ .

7.القلم : ۳۶ ـ ۴۱ .

الصفحه من 182