الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 109

وقالَ عز و جل : «أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا»۱ ، أم «طُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ»۲ ، أم «قَالُواْ سَمِعْنَا وَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ * إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأََّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ»۳
، أم «قَالُواْ سَمِعْنَا وَ عَصَيْنَا»۴ ، بَل هُوَ «فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَ اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» . ۵
فَكَيفَ لَهُم بِاختِيارِ الإِمامِ ؟ ! وَالإِمامُ عالِمٌ لا يَجهَلُ ، وراعٍ لا يَنكُلُ ۶ ، مَعدِنُ القُدسِ وَالطَّهارَةِ ، وَالنُّسُكِ وَالزَّهادَةِ ، وَالعِلمِ وَالعِبادَةِ ، مَخصوصٌ بِدَعوَةِ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ونَسلُ المُطَهَّرَةِ البَتولِ ، لا مَغمَزَ فيهِ في نَسَبٍ ، وَلا يُدانيهِ ذو حَسَبٍ ، فِي البَيتِ مِن قُرَيشٍ ، وَالذِّروَةِ من هاشِمٍ ، وَالعِترَةِ مِن الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، وَالرِّضا مِنَ اللّهِ عز و جل ، شَرَفُ الأَشرافِ ، وَالفَرعُ مِن عَبدِ مَنافٍ ، نامِي العِلمِ ، كامِلِ الحِلمِ ، مُضطَلِعٌ بِالإِمامَةِ ، عالِمٌ بِالسِّياسَةِ ، مَفروضُ الطّاعَةِ ، قائِمٌ بِأَمرِ اللّهِ عز و جل ، ناصِحٌ لِعبادِ اللّهِ ، حافِظٌ لدِينِ اللّهِ .
إنَّ الأَنبِياءَ وَالأَئِمَّةَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِم يُوَفِّقُهُمُ اللّهُ ويُؤتيهِم مِن مَخزونِ عِلمِهِ وحُكمِهِ ما لا يُؤتيهِ غَيرَهُم ، فَيَكونُ عِلمُهُم فَوقَ عِلمِ أهلِ الزَّمانِ ، في قَولِهِ تَعالى : «أَفَمَن يَهْدِى إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَا يَهِدِّى إِلَّا أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ»۷ ،

1.محمّد : ۲۴ .

2.التوبة : ۸۷ .

3.الأنفال : ۲۱ ـ ۲۳ .

4.البقرة : ۹۳ .

5.الحديد : ۲۱ .

6.نَكَلَ عنه : نكَصَ وجَبُنَ . والنّاكل : الضعيف (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۶۰ «نكل») .

7.يونس : ۳۵ .

الصفحه من 182