الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 163

وَالنَّعشُ ۱ لِسُنَّتِهِ. ۲

۴۲۸۳.عنه عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى اُمَرائِهِ عَلَى الجُيوشِ ـ :مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ أميرِ المُؤمِنينَ إلى أصحابِ المَسالِحِ ۳ :
أمّا بَعدُ ، فَإِنَّ حَقّا عَلَى الوالي ألّا يُغيِّرَهُ عَلى رَعِيَّتِهِ فَضلٌ نالَهُ ، ولا طَولٌ ۴ خُصَّ بِهِ ، وأن يَزيدَهُ ما قَسَمَ اللّهُ لَهُ مِن نِعَمِهِ دُنُوّا مِن عِبادِهِ ، وعَطفا عَلى إخوانِهِ .
ألا و إنَّ لَكُم عِندي ألّا أحتَجِزَ دونَكُم سِرّا إلّا فِي حَربٍ ، ولا أطوِيَ ۵ دونَكُم أمرا إلّا في حُكمٍ ، ولا اُؤَخِّرَ لَكُم حَقّا عَن مَحَلِّهِ ، ولا أقِفَ بِهِ دونَ مَقطَعِهِ ، وأن تَكونوا عِندي فِي الحَقِّ سَواءً ، فَإِذا فَعَلتُ ذلِكَ وَجَبَت للّهِِ عَلَيكُمُ النِّعمَةُ ، ولي عَلَيكُمُ الطّاعَةُ ، وألّا تَنكُصوا ۶ عَن دَعوَةٍ ، ولا تُفَرِّطوا في صَلاحٍ ، وأن تَخوضُوا الغَمَراتِ ۷ إلَى الحَقِّ ، فَإِن أنتُم لَم تَستَقيموا لي عَلى ذلِكَ لَم يَكُن أحَدٌ أهوَنَ عَلَيَّ مِمَّنِ اعوَجَّ مِنكُم ، ثُمَّ اُعظِمُ لَهُ العُقوبَةَ ، ولا يَجِدُ عِندي فيها رُخصَةً ، فَخُذوا هذا

1.النَّعش : الرَّفع . نَعَشْتُ فلانا : إذا جَبرتَه بعد فَقر ، أو رفعته بعد عثرة . ونَعشتُ الشجَرَةَ ؛ إذا كانت مائلة فأقَمتها (لسان العرب : ج ۶ ص ۳۵۶ «نعش») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۹ ، الغارات : ج ۱ ص ۲۱۱ عن سهل بن سعد نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۷ ص ۲۵۱ ح ۱۳ .

3.المَسْلَحَةُ : القوم الذين يحفظون الثُّغور من العدوّ (النهاية : ج ۲ ص ۳۸۸ «سلح») .

4.الطَّوْلُ : الفَضلُ والقُدرة والغِنى والسَّعةُ والعلوّ (تاج العروس : ج ۱۵ ص ۴۴۷ «طول») .

5.قال العلّامة المجلسي قدس سره : «لا أطوي دونكم أمرا» أي اُظهركم على كلّ ما في نفسي ممّا يحسن إظهاركم عليه ، فأمّا الأحكام الشرعيّة والقضاء على أحد الخصمين ؛ فإنّي لا اُعلمكم قبل وقوعها ، ولا اُشاوركم فيها كى لا تفسد القضيّة بأن يحتال ذلك الشخص لصرف الحكم عنه ، ولعدم توقّف الحكم على المشاورة (بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۴۷۰) .

6.نَكَصَ : رَجَعَ . النكوص : الإحجامُ عن الشيء (المصباح المنير : ص ۶۲۵ «نكص») .

7.الغَمْرَةُ : الشدِّةُ ، ومنه غمراتُ الموت لشدائده (المصباح المنير : ص ۴۵۳ «غمر») .

الصفحه من 182