الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 176

نَفسي لِمُواساتي ومُوازَرتي وأداءِ الأَمانَةِ إلَيَّ ، فَلَمّا رَأَيتَ الزَّمانَ عَلَى ابنِ عَمِّك قَد كَلِبَ ۱ ، والعَدُوَّ قَد حَرِبَ ۲ ، وأمانَةَ النّاسِ قَد خَزِيَت ، وهذهِ الاُمَّةَ قَد فَنَكَت ۳ وشَغَرَت ۴ ، قَلَبتَ لِابنِ عَمِّكَ ظَهرَ المِجَنِّ ، فَفارَقتَهُ مَعَ المُفارِقينَ ، وخَذَلتَهُ مَعَ الخاذِلينَ ، وخُنتَهُ مَعَ الخائِنينَ .
فَلَا ابنَ عَمِّكَ آسَيتَ ، ولَا الأَمانَةَ أدَّيتَ ، وكَأَنَّكَ لَم تَكُنِ اللّهَ تُريدُ بِجِهادِكَ ، وكَأَنَّكَ لَم تَكُن عَلى بَيِّنَةٍ مِن رَبِّكَ ، وكَأَنَّكَ إنَّما كُنتَ تَكيدُ هذِهِ الاُمَّةَ عَن دُنياهُم ، وتَنوي غِرَّتَهُم ۵ عَن فَيئِهِم ، فَلَمّا أمكَنَتكَ الشِّدَّةُ في خِيانَةِ الاُمَّةِ ، أسرَعتَ الكَرَّةَ ، وعاجَلتَ الوَثبَةَ ، وَاختَطَفتَ ما قَدَرتَ عَلَيهِ مِن أموالِهِمُ المَصونَةِ لِأَرامِلِهِم وأيتامِهِمُ ، اختِطافَ الذِّئبِ الأَزَلِّ دامِيَةَ المِعزى الكَسيرَةَ. ۶

۴۳۱۱.عنه عليه السلامـ لَمَّا استَولى أصحابُ مُعاوِيَةَ عَلَى البِلادِ وتَثاقَلَ أصحابُهُ عَنِ الجِهادِ ـ :إنّي وَاللّهِ لَأَظُنُّ أنَّ هؤُلاءِ القَومَ سَيُدالونَ ۷ مِنكُم بِاجتِماعِهِم عَلى باطِلِهِم وتَفَرُّقِكُم عَن حَقِّكُم ، وبِمَعصِيَتِكُم إمامَكُم فِي الحَقِّ وَطاعَتِهِم إمامَهُم فِي الباطِلِ ، وبِأَدائِهِمُ الأَمانَةَ إلى صاحِبِهِم وخِيانَتِكُم ، وبِصَلاحِهِم في بِلادِهِم وفَسادِكُم ، فَلَوِ ائتَمَنتُ أحَدَكُم

1.كَلِبَ : أي اشتدّ (النهاية : ج ۴ ص ۱۹۵ «كلب») .

2.حَرِبَ : أي غَضِبَ (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۸ «حرب») .

3.الفَنك : التعَدّي ، واللَّجاج ، والغَلَبَة ، والكذب (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۳۱۶ «فنك») .

4.شَغَرَ البَلَدُ : إذا خلا عن حافظٍ يمنعه (المصباح المنير : ص ۳۱۶ «شغر») .

5.الغِرَّةُ : الغفلة (النهاية : ج ۳ ص ۳۵۴ «غرر») .

6.نهج البلاغة : الكتاب ۴۱ ، رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۷۹ ح ۱۱۰ عن الشعبي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۴۹۹ ح ۷۰۵ .

7.الإدالة : الغلبة . يقال : اُديل لنا على أعدائنا : أي نُصِرنا عليهم ، وكانت الدَّولةُ لنا (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول») .

الصفحه من 182