الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 30

إذا لا يتنافي زمن «فترة الرسل» واستمرار الإمامة والهداية الباطنية الإلهية بواسطة الإمام الغائب أو الظاهر الذي لا يستطيع الناس الوصول إليه . كما أنّ بعض الروايات سمّت الفترة بين وفاة إمام وتثبيت إمامة الآخر بعهد الفترة . ۱
وقد سمّى الإمام الصادق عليه السلام زمن غيبة إمام العصر (عجّل اللّه فرجه) بزمن «فترة الأئمّة» :
... الَّذي يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وجَورا ، لَعَلى فَترَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ يَأتي كَما أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَعَثَ عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ . ۲
تنويه : قد وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، ظاهرها ينفي وجود أيّ حجّة في زمن الفترة ، ونصّ هذه الرواية هو كما يلي :
زيد عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : كانَتِ الدُّنيا قَطُّ مُنذُ كانَت ولَيسَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ؟ قالَ : قَد كانَتِ الأَرضُ ولَيسَ فيها رَسولٌ ولا نَبِيٌّ ولا حُجَّةٌ وذلِكَ بَينَ آدَمَ ونوحٍ فِي الفَترَةِ ، ولَو سَأَلتَ هؤُلاءِ عَن هذا لَقالوا : لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن الحُجَّةِ وكذبوا . إنَّما ذلِكَ شَيءٌ بَدا للّهِِ عَزَّ وجَلَّ فيهِ « فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ » وقَد كانَ بَينَ عيسى ومُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَترَةٌ مِنَ الزَّمانِ ولَم يَكُن فِي الأَرضِ نَبِيٌّ ولا رَسولٌ ولا عالِمٌ ، فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَشيرا ونَذيرا وداعِيا إلَيهِ (إلَى اللّهِ خ . ل) . ۳
وردّ العلّامة المجلسي على المدلول الظاهري لهذه الرواية ، وقال :
لعلّ المراد عدم الحجّة والعالم الظاهرين ، لتظافر الأخبار بعدم خلو الأرض من حجّة قطّ . ۴

1.الغيبة للنعماني : ص ۱۵۸ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۳۲ ح ۳۷ .

2.الغيبة للنعماني : ص ۱۸۶ ح ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۹ ح ۱۸ .

3.الاُصول الستّة عشر : ص ۱۹۷ ح ۱۶۹ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۲۲ ح۶۸ .

4.بحار الانوار : ج ۴ ص ۱۲۲ ذيل ح ۶۸ .

الصفحه من 182