الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 31

ولنفترض أنّنا لم نقبل بهذا التبرير للرواية ، فإنّ انتسابها إلى الامام عليه السلام غير ثابت ، ـ وهو كتاب الاُصول الستّة عشر ـ ليس هناك دليل على رجوعه إلى مؤلفيه . إضافة لذلك ، فإنّ راويها وهو «زيد النرسي» ، لم يوثّق في الكتب الرجاليّة . بل حتّى لو افترضنا قبول سند الرواية ، يبقى نصّها معارضا للأحاديث الصحيحة المشهورة المقبولة .
2 . الرواية التي تنيط بقاء الأرض بوجود إمام ظاهر .
لقد جاء بصراحة في كثير من الروايات التي ذكرت ۱ أو ستذكر ۲ ، أن بقاء كيان الأرض منوط بوجود إمام ظاهر أو باطن ، وفي أحاديث معدودة لم ترد عبارة «أو باطن» . نصّ الحديث كما يلي : حدّثنا محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجّال عن العلا عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهرٍ . ۳
هل مدلول هذه الرواية مع ملاحظة صحّة سندها ، يتعارض مع باقي الروايات ؟
الجواب هو النفي ، وذلك للأسباب التالية :
أوّلاً ـ نقل هذا النصّ بنفس السند في كتاب الإمامة والتبصرة وعلل الشرائع ، وقد ورد في آخره «ظاهر أو باطن» ۴ . فيبدو أنّ كلمات قد سقطت من نصّ كتاب البصائر .
ثانيا ـ أورد مؤلّف كتاب البصائر هذا النصّ إلى جانب نصوص تشير إلى الإمام

1.راجع : ص ۱۵۰ ح ۳۹۳۰ و ۳۹۳۱ .

2.راجع : ص ۱۷۷ (الحكمة التكوينية) .

3.بصائر الدرجات : ص ۴۸۶ ح ۱۴ .

4.راجع : ص ۱۷۸ ح ۳۹۹۷ .

الصفحه من 182