الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 35

الَّذِينَ ءَامَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَايُحْيِيكُمْ» 1 إلى آخِرِ الآيَةِ ، فَأَخبَرَ سُبحانَهُ أنَّ العِبادَ لا يَحيَونَ إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، كَقَولِهِ تَعالى : «وَ لَكُمْ فِى الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاأُوْلِى الْأَلْبَابِ» 2 ، ومِثلُهُ قَولُهُ تَعالى : «ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُواْ وَ اعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَ افْعَلُواْ الْخَيْرَ» 3 ، فَالخَيرُ هُوَ سَبَبُ البَقاءِ وَالحَياةِ .
وفي هذا أوضَحُ دَليلٍ عَلى أنَّهُ لا بُدَّ لِلاُمَّةِ مِن إمامٍ يَقومُ بِأَمرِهِم ، فَيَأمُرُهُم ويَنهاهُم ، ويُقيمُ فيهِمُ الحُدودَ ويُجاهِدُ العَدُوَّ ويُقَسِّمُ الغَنائِمَ، ويَفرِضُ الفَرائِضَ ، ويُعَرِّفُهُم أبوابَ ما فيهِ صَلاحُهُم ، ويُحَذِّرُهُم ما فيهِ مَضارُّهُم ، إذ كانَ الأَمرُ وَالنَّهيُ أحَدَ أسبابِ بَقاءِ الخَلقِ ، وإلَا سَقَطَتِ الرَّغبَةُ وَالرَّهبَةُ ، ولَم يُرتَدَع ، ولَفَسَدَ التَّدبيرُ ، وكانَ ذلِكَ سَبَبا لِهَلاكِ العِبادِ في أمرِ البَقاءِ وَالحَياةِ ، فِي الطَّعامِ وَالشَّرابِ وَالمَساكِنِ وَالمَلابِسِ ، وَالمَناكِحِ مِنَ النِّساءِ ، وَالحَلالِ وَالحَرامِ وَالأَمرِ وَالنَّهيِ ، إذ كانَ سُبحانَهُ لَم يَخلُقهُم بِحَيثُ يَستَغنونَ عَن جَميعِ ذلِكَ ، ووَجَدنا أوَّلَ المَخلوقينَ وهُوَ آدَمُ عليه السلام لَم يَتِمَّ لَهُ البَقاءُ وَالحَياةُ إلّا بِالأَمرِ وَالنَّهيِ ، قالَ اللّهُ عز و جل : «يَا ادَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَ زَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَ كُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لَا تَقْرَبَاهَذِهِ الشَّجَرَةَ» 4 . 5

۳۹۵۶.الإمام الرضا عليه السلام :إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّينِ ، ونِظامُ المُسلِمينَ ، وصَلاحُ الدُّنيا وعِزُّ المُؤمِنينَ ، إنَّ الإِمامَةَ اُسُّ ۶ الإِسلامِ النّامي ، وفَرعُهُ السّامي ، بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ ، وتَوفيرِ الفَيءِ وَالصَّدَقاتِ ، وإمضاءِ الحُدودِ

1.الأنفال : ۲۴ .

2.البقرة : ۱۷۹ .

3.الحجّ : ۷۷ .

4.البقرة : ۳۵ .

5.بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۴۰ نقلاً عن تفسير النعماني .

6.الاُسُّ : أصلُ كلِّ شيء (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۹۷ «أسس») .

الصفحه من 182