الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 45

قالَ هِشامٌ : فَقُلتُ لَهُ : فَإِنَّما أقامَ اللّهُ القَلبَ لِشَكِّ الجَوارِحِ ؟ قالَ : نَعَم ، قُلتُ : لابُدّ مِنَ القَلبِ وإلّا لَم تَستَيقِنِ الجَوارِحُ ؟ قالَ : نَعَم ، فَقُلتُ لَهُ : يا أَبا مَروانَ ، فَاللّهُ تَبارَكَ وتَعالى لَم يَترُك جَوارِحَكَ حَتّى جَعَلَ لَها إماما يُصَحِّحُ لَها الصَّحيحَ ويَتَيَقَّنُ بِهِ ما شَكَّ فيهِ ، ويَترُكُ هذَا الخَلقَ كُلَّهُم في حَيرَتِهِم وشَكِّهِم وَاختِلافِهِم ، لا يُقيمُ لَهُم إماما يَرُدّونَ إلَيهِ شَكَّهُم وحَيرَتَهُم ، ويُقيمُ لَكَ إماما لِجَوارِحِكَ تَرُدُّ إلَيهِ حَيرَتَكَ وَشَكَّكَ ؟!
قالَ : فَسَكَتَ ولَم يَقُل لي شَيئا .
ثُمَّ التَفَتَ إلَيَّ فَقالَ لي : أنتَ هِشامُ بنُ الحَكَمِ ؟ فَقُلتُ : لا ، قالَ : أمِن جُلَسائِهِ ؟ قُلتُ : لا ، قالَ : فَمِن أينَ أنتَ ؟ قالَ : قُلتُ : مِن أهلِ الكوفَةِ . قال : فَأَنتَ إذا هُوَ ، ثُمَّ ضَمَّني إلَيهِ ، وأَقعَدَني في مَجلِسِهِ وزالَ عَن مَجلِسِهِ وما نَطَق حَتّى قُمتُ .
قالَ : فَضَحِكَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام وقالَ : يا هِشامُ ، مَن عَلَّمَكَ هذا ؟ قُلتُ : شَيءٌ أخَذتُهُ مِنكَ وَألَّفتُهُ. ۱ فَقالَ : هذا وَاللّهِ مَكتوبٌ في صُحُفِ إبراهيمَ وموسى عليهماالسلام. ۲

۳۹۸۵.الكافي عن سدير :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : إنّي تَرَكتُ مَوالِيَكَ مُختَلِفينَ يَتَبَرَّأُ بَعضُهُم مِن بَعضٍ .
قالَ : فَقالَ : وما أنتَ وذاكَ ، إنَّما كُلِّفَ النّاسُ ثَلاثَةً : مَعرِفَةَ الأَئِمَّةِ ، وَالتَّسليمَ لَهُم فيما وَرَدَ عَلَيهِم ، وَالرَّدَّ إلَيهِم فيمَا اختَلَفوا فيهِ. ۳

۳۹۸۶.الإمام الصادق عليه السلامـ لِبَعضِ أصحابِهِ ، وقَد أشارَ إلَى ابنِهِ الإِمامِ الكاظِمِ عليه السلام ـ :هؤُلاءِ وُلدي ، وهذا سَيِّدُهُم . . . وقَد عُلِّمَ الحُكمَ وَالفَهمَ وَالسَّخاءَ ، وَالمَعرِفَةَ بِما يَحتاجُ إلَيهِ

1.المُوَلَّفُ : ما جمع من أجزاء مختلفة ورتّب ترتيبا قُدّم فيه ما حَقُّه أن يُقَدَّم ، واُخّر فيه ما حقُّه أن يُؤخّر (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۱ «ألف») .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۶۹ ح ۳ ، كمال الدين : ص ۲۰۷ ح ۲۳ ، علل الشرائع : ص ۱۹۳ ح ۲ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۶ ح ۱۱ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۳۹۰ ح ۱ ، بصائر الدرجات : ص ۵۲۳ ح ۲۰ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۰۲ ح ۷۴ .

الصفحه من 182