الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 54

بحث حول فلسفة الإمامة والقيادة

في ضوء ما تقدّم في الفصل الرابع ، فإنّ حكمة الإمامة والقيادة وفلسفتهما من منظار النصوص الدينيّة تقوم على حِكَمٍ ثلاث:

1 . الحِكمَةُ السِّياسِيَّةُ

إنّ هذه الحكمة مورد اتّفاق بين المجتمعات البشرية كافّة؛ وذلك لأنّ الحاجة إلى القيادة السياسيّة أمر ثابت متجذّر في الفطرة البشريّة، من هنا نجد أنّ جميع الاُمم والشعوب كان لها على مرّ العصور والدهور قادة وساسة، وإنّما الاختلاف بينها في طريقة تعيين القائد السياسي وتحديد مواصفاته، أمّا أصل ضرورة إدارة المجتمع فهو أمر مفروغ عنه ولا يمكن إنكاره .
إنّ الإسلام في الوقت الذي يَعتبِر أرقى مراتب الإمامة والقيادة أمرا ضروريّا في حصول التكامل البشري ـ فردا وجماعة ـ ، فإنّه في الوقت نفسه يؤكّد ضرورة وجود القيادة السياسيّة ، حتّى لو لم يتوفّر المناخ المساعد لتولّي القيادة الصالحة.
وبعبارة أكثر وضوحا: إنّ الإمعان في النصوص الدينيّة ، يوقفنا على وجود نوعين من الحكمة على نحو الترتّب في مسألة الإمامة:
الحكمة الاُولى: ضمان استمراريّة النظام الإسلامي
إنّ ممّا لا شكّ فيه هو أنّ بقاء النظام الإسلامي مرهون بوجود قيادة عالمة

الصفحه من 182