الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 80

الأئمّة السابقين ، أو عدم السعي لمعرفة الإمام اللاحق ، ولزوم تحصيل الاعتقاد الإجمالي به .
وأمّا الروايات الدالّة على عدم معرفة زرارة بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام عند موته ۱ . فتوجد في هذا المجال بعض الملاحظات نعرضها فيما يلي :
1 . إنّ أكثر هذه الروايات لا تتمتع بأسانيد صحيحة ۲ ، نعم هناك روايتان منها تتمتعان بسند صحيح ، إلّا أنهما تدلّان على إرسال زرارة شخصا إلى المدينة للفحص عن خليفة الإمام الصادق عليه السلام ، وقد رحل عن هذه الدنيا مع إيمانه الإجمالي بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام . ۳
2 . مع أخذ الخناق السياسي الحاكم في تلك الفترة بنظر الاعتبار ۴ ، فإنّ المصالح السياسية توجب عدم إعلان زرارة وإفصاحه عن إمامة الإمام الكاظم عليه السلام ، ولهذا فإنّ هدف زرارة من بعث ولده إلى المدينة هو معرفة وظيفته العملية ، وهل يجوز له أن يعمل شيئا يخالف المصالح السياسية ، أم لا ؟ وهذا ما صرح به الإمام الرضا عليه السلام في جواب سؤال إبراهيم بن محمّد الهمداني عندما سأله قائلاً :
يَابنَ رَسولِ اللّهِ أخبِرني عَن زُرارَةَ هَل كانَ يَعرِفُ حَقَّ أبيكَ عليه السلام ؟ فَقالَ : نَعَم . فَقُلتُ لَهُ : فَلِمَ بَعَثَ ابنَهُ عُبَيدا لِيَتَعَرَّفَ الخَبَرَ إلى مَن أوصَى الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام ؟ فَقالَ : إنَّ زُرارَةَ كانَ يَعرِفُ أمرَ أبي عليه السلام ونَصَّ أبيهِ عَلَيهِ ، وإنَّما بَعَثَ ابنَهُ لِيَتَعَرَّفَ مِن

1.راجع : ص ۲۰۷ ح ۴۰۶۳ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۷۱ ـ ۳۷۳ ح ۲۱ ـ ۲۶ و كمال الدين : ص ۷۵ .

2.معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۲۳۷ ـ ۲۳۹ .

3.رجال الكشّي : ص ۳۷۲ ح ۲۵۴ و ۲۵۵ وقد مرّت الاُولى منهما في ص ۲۰۷ ح ۴۰۶۳ .

4.لصيانة الإمام السابع (الكاظم عليه السلام ) عن الأخطار الاحتماليّة فقد اتّبع الإمام الصادق عليه السلام اُسلوب التغطية وذلك بأن ذكر خمسة أشخاص بعنوان أنّهم أوصياؤه ، أحدهم المنصور الدوانيقي ، وبذلك اُفشل خطّة المنصور لقتل الإمام السابع عليه السلام (الكافي : ج۱ ص ۳۱۰ ح ۱۳ و ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۴۳۴) .

الصفحه من 182