الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 86

وفَضيلَةً شَرَّفَهُ بِها وأَشادَ بِها ذِكرَهُ ، فَقالَ : «إِنِّى جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا» فَقالَ الخَليلُ عليه السلام سُرورا بِها : «وَ مِن ذُرِّيَّتِى» قالَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى : «لَا يَنَالُ عَهْدِى الظَّالِمِينَ» فَأَبطَلَت هذِهِ الآيَةُ إمامَةَ كُلِّ ظالِمٍ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وصارَت فِي الصَّفوَةِ. ۱

۴۰۷۳.كمال الدّين عن سعد بن عبد اللّه القمّيـ فيما قالَ لِلحُجَّةِ بنِ الحَسَنِ عليه السلام ـ :أخبِرني يا مَولايَ عَنِ العِلَّةِ الَّتي تَمنَعُ القَومَ مِنِ اختِيارِ إمامٍ لِأَنفُسِهِم ؟
قالَ : مُصلِحٍ أو مُفسِدٍ ؟ قُلتُ : مُصلِحٍ ، قالَ : فَهَل يَجوزُ أن تَقَعَ خِيرَتُهُم عَلَى المُفسِدِ بَعدَ أن لا يَعلَمَ أحَدٌ ما يَخطُرُ بِبالِ غَيرِهِ مِن صَلاحٍ أو فَسادٍ ؟ قُلتُ : بَلى .
قالَ : فَهِيَ العِلَّةُ ، واُورِدُها لَكَ بِبُرهانٍ يَنقادُ لَهُ عَقلُكَ : أخبِرني عَنِ الرُّسُلِ الَّذينَ اصطَفاهُمُ اللّهُ تَعالى ، وأنزَلَ عَلَيهِمُ الكِتابَ وأَيَّدَهُم بِالوَحيِ وَالعِصمَةِ ، إذ هُم أعلامُ الاُمَمِ وَأهدى إلى الاِختِيارِ ، مِنهُم موسى وعيسى عليهماالسلام ، هَل يَجوزُ مَعَ وُفورِ عَقلِهِما وكَمالِ عِلمِهِما إذا هَمّا بِالاِختِيارِ أن يَقَعَ خِيرَتُهُما عَلَى المُنافِقِ وهُما يَظُنّانِ أنَّهُ مُؤمِنٌ ؟ قُلتُ : لا.
فَقالَ : هذا موسى كَليمُ اللّهِ مَعَ وُفورِ عَقلِهِ ، وكَمالِ عِلمِهِ ، ونُزولِ الوَحيِ عَلَيهِ ، اختارَ مِن أعيانِ قَومِهِ ووُجوهِ عَسكَرِهِ لِميقاتِ رَبِّهِ سَبعينَ رَجُلاً مِمَّن لا يَشُكَّ في إيمانِهِم وإخلاصِهِم ، فَوَقَعَت خيرَتُهُ عَلَى المُنافِقينَ ، قالَ اللّهُ تَعالى : «وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا»۲ . . . فَلَمّا وَجَدنَا اختِيارَ مَن قَدِ اصطَفاهُ اللّهُ لِلنُّبُوَّةِ واقِعا عَلَى الأَفسَدِ دونَ الأَصلَحِ ، وهُوَ يَظُنُّ أنَّهُ الأَصلَحُ دونَ الأَفسَدِ ، عَلِمنا أن لَا اختِيارَ

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۹۹ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۱۷ ح ۱ ، كمال الدين : ص ۶۷۶ ح ۳۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۴۰ ح ۳۱۰ ، الغيبة للنعماني :ص ۲۱۷ ح ۶ كلّها عن عبد العزيز بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۲۱ ح ۴ .

2.الأعراف : ۱۵۵ .

الصفحه من 182