الإمامة (تفصیلی) - الصفحه 89

بِالعِلمِ، المَوسومُ بِالحِلمِ ، نِظامُ الدّينِ ، وعِزُّ المُسلِمينَ ، وغَيظُ المُنافِقينَ ، وبَوارُ الكافِرينَ. ۱

۴۰۸۱.الخصال عن محمّد بن أبي عمير :ما سَمِعتُ و لا استَفَدتُ مِن هِشامِ بنِ الحَكَمِ في طولِ صُحبَتي لَهُ شَيئا أحسَنَ مِن هذَا الكَلامِ في عِصمَةِ الإِمامِ ، فَإِنّي سَأَلتُهُ يَوما عَنِ الإِمامِ أهُوَ مَعصومٌ ؟ فَقالَ : نَعَم ، فَقُلتُ : فَما صِفَةُ العِصمَةِ فيهِ ؟ وبِأَيِّ شَيءٍ يُعرَفُ ؟
قالَ : إنَّ جَميعَ الذُّنوبِ لَها أربَعَةُ أوجُهٍ لا خامِسَ لَها : الحِرصُ ۲ وَالحَسَدُ وَالغَضَبُ وَالشَّهوَةُ ، فَهذِهِ مَنفِيَّةٌ عَنهُ .
لا يَجوزُ أن يَكونَ حَريصا عَلى هذِهِ الدُّنيا وهِيَ تَحتَ خاتَمِهِ ، لِأَنَّهُ خازِنُ المُسلِمينَ ، فَعَلى ماذا يَحرِصُ ؟!
ولا يَجوزُ أن يَكونَ حَسودا ، لِأَنَّ الإِنسانَ إنَّما يَحسِدُ مَن فَوقَهُ ولَيسَ فَوقَهُ أحَدٌ ، فَكَيفَ يَحسِدُ مَن هُوَ دونَهُ ؟!
و لا يَجوزُ أن يَغضَبَ لِشَيءٍ مِن اُمورِ الدُّنيا إلّا أن يَكونَ غَضَبُهُ للّهِِ عز و جل ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جلقَد فَرَضَ عَلَيهِ إقامَةَ الحُدودِ ، وأَلّا تَأخُذَهُ فِي اللّهِ لَومَةُ لائِمٍ ، وَلا رَأفَةٌ في دينِهِ ، حَتّى يُقيمَ حُدودَ اللّهِ عز و جل .
ولا يَجوزُ لَهُ أن يَتَّبِعَ الشَّهواتِ ، ويُؤثِرَ الدُّنيا عَلَى الآخِرَةِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ عز و جل حَبَّبَ إلَيهِ الآخِرَةَ كَما حَبَّبَ إلَينَا الدُّنيا ، فَهُوَ يَنظُرُ إلَى الآخِرَةِ كَما نَنظُرُ إلَى الدُّنيا ، فَهَل رَأَيتَ أحَدا تَرَكَ وَجها حَسَنا لِوَجهٍ قَبيحٍ ، وطَعاما طَيِّبا لِطَعامٍ مُرٍّ ، وثَوبا لَيِّنا لِثَوبٍ خَشِنٍ ،

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۰۰ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۹۸ ح ۲ ، الأمالي للصدوق : ص ۷۷۶ ح ۱۰۴۹ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۴۳ ح ۳۱۰ كلّها عن عبد العزيزبن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۲۴ ح ۴ .

2.الحِرْصُ : الجَشَعُ (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۳۲ «حرص») .

الصفحه من 182