كُلِّ خَيرٍ وشَرٍّ ، يُكَبِّرونَ اللّهَ عَلى كُلِّ شَرَفٍ ۱ ، ويُسَبِّحونَ اللّهَ في كُلِّ مَنزِلٍ ، نِداؤُهُم في جَوِّ السَّماءِ ، لَهُم دَوِيٌّ في صَلاتِهِم كَدَوِيِّ النَّحلِ عَلَى الصَّخرِ ، يَصُفّونَ فِي الصَّلاةِ كَصُفوفِ المَلائِكَةِ ، ويَصُفّونَ فِي القِتالِ كَصُفوفِهِم فِي الصَّلاةِ ، إذا غَزَوا في سَبيلِ اللّهِ كانَتِ المَلائِكَةُ بَينَ أيديهِم ومِن خَلفِهِم بِرِماحٍ شِدادٍ ، إذا حَضَرُوا الصَّفَّ في سَبيلِ اللّهِ كانَ اللّهُ عَلَيهِم مُظِلّاً ـ وأشارَ بِيَدِهِ ـ كَما تُظِلُّ النُّسورُ عَلى وُكورِها ، لا يَتَأَخَّرونَ زَحفاً أبَداً حَتّى يَحضُرَهُم جِبريلُ عليه السلام . ۲
۴۵۴۳.الكافي عن علي بن عيسى رفعه ، قال :إنَّ موسى عليه السلام ناجاهُ رَبُّهُ تَبارَكَ وتَعالى ، فَقالَ لَهُ في مُناجاتِهِ : ... اُوصيكَ يا موسى وَصِيَّةَ الشَّفيقِ المُشفِقِ بِابنِ البَتولِ عيسَى بنِ مَريَمَ ، صاحِبِ الأَتانِ وَالبُرنُسِ وَالزَّيتِ وَالزَّيتونِ وَالمِحرابِ ، ومِن بَعدِهِ بِصاحِبِ الجَمَلِ الأَحمَرِ الطَّيِّبِ الطَاهِرِ المُطَهَّرِ ، فَمَثَلُهُ في كِتابِكَ أنَّهُ مُؤمِنٌ مُهَيمِنٌ عَلَى الكُتُبِ كُلِّها ، وأنَّهُ راكِعٌ ساجِدٌ راغِبٌ راهِبٌ ، إخوانُهُ المَساكينُ ، وأنصارُهُ قَومٌ آخَرونَ ، ويَكونُ في زَمانِهِ أزلٌ ۳ و زِلزالٌ وقَتلٌ وقِلَّةٌ مِنَ المالِ ، اسمُهُ أحمَدُ ، مُحَمَّدٌ الأَمينُ مِنَ الباقينَ مِن ثُلَّةِ الأَوَّلينَ الماضينَ ، يُؤمِنُ بِالكُتُبِ كُلِّها ، ويُصَدِّقُ جَميعَ المُرسَلينَ ، ويَشهَدُ بِالإِخلاصِ لِجَميعِ النَّبِيّينَ ، اُمَّتُهُ مَرحومَةٌ مُبارَكَةٌ ما بَقوا فِي الدّينِ عَلى حَقائِقِهِ ، لَهُم ساعاتٌ مُوَقَّتاتٌ يُؤَدّونَ فيهَا الصَّلَواتِ أداءَ العَبدِ إلى سَيِّدِهِ نافِلَتَهُ ، فَبِهِ فَصَدِّق ، ومِنهاجَهُ فَاتَّبِع ؛ فَإِنَّهُ أخوكَ .
يا موسى ، إنَّهُ اُمِّيٌّ ۴ ، وهُوَ عَبدُ صِدقٍ ، يُبارَكُ لَهُ فيما وَضَعَ يَدَهُ عَلَيهِ ويُبارَكُ عَلَيهِ ، كَذلِكَ كانَ في عِلمي ، وكَذلِكَ خَلَقتُهُ ، بِهِ أفتَحُ السّاعَةَ ، وبِاُمَّتِهِ أختِمُ مَفاتيحَ
1.الشَّرَفُ : العُلُوّ (المصباح المنير : ص ۳۱۰ «شرف») .
2.حلية الأولياء : ج ۵ ص ۳۸۶ الرقم ۳۳۳ ، الدر المنثور : ج ۳ ص ۵۵۸ .
3.الأزْل : الضّيق والشدَّة (النهاية : ج ۱ ص ۴۶ «أزل») .
4.في تحف العقول : «إنّه أميني» .