الأمة (تفصیلی) - الصفحه 122

10 / 8

ما يَقَعُ فيها مِنَ الفِتَنِ

الكتاب

«أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَ لَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَ لَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ» . ۱

«وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً» . ۲

الحديث

۴۵۷۵.الإمام عليّ عليه السلام :لَمّا أنزَلَ اللّهُ سُبحانَهُ قَولَهُ : «الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُواْ أَن يَقُولُواْ ءَامَنَّا وَ هُمْ لَا يُفْتَنُونَ» عَلِمتُ أنَّ الفِتنَةَ لا تَنزِلُ بِنا ورَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله بَينَ أظهُرِنا ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، ما هذِهِ الفِتنَةُ الَّتي أخبَرَكَ اللّهُ تَعالى بِها ؟
فَقالَ : يا عَلِيُّ ، إنَّ اُمَّتي سَيُفتَنونَ مِن بَعدي ، فَقلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، أوَ لَيسَ قَد قُلتَ لي يَومَ اُحُدٍ حَيثُ استُشهِدَ مَنِ استُشهِدَ مِنَ المُسلِمينَ وحيزَت ۳ عَنِّيَ الشَّهادَةُ ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلَيَّ ، فَقُلتَ لي : أبشِر فَإِنَّ الشَّهادَةَ مِن وَرائِكَ؟ فَقالَ لي : إنَّ ذلِكَ لَكَذلِكَ ، فَكَيفَ صَبرُكَ إذَن ؟ فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، لَيسَ هذا مِن مَواطِنِ الصَّبرِ ولكِن مِن مَواطِنِ البُشرى وَالشُّكرِ .
وَقالَ : يا عَلِيُّ إنَّ القَومَ سَيُفتَنونَ بِأَموالِهِم ، ويَمُنّونَ بِدينِهِم عَلى رَبِّهِم ، ويَتَمَنَّونَ رَحمَتَهُ ويَأمَنونَ سَطوَتَهُ ، ويَستَحِلّونَ حَرامَهُ بِالشُّبُهاتِ الكاذِبَةِ وَالأَهواءِ السّاهِيَةِ ؛ فَيَستَحِلّونَ الخَمرَ بِالنَّبيذِ ، وَالسُّحتَ ۴ بِالهَدِيَّةِ ، وَ الرِّبا بِالبَيعِ .
قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، فَبِأَيِّ المَنازِلِ اُنزِلُهُم عِندَ ذلِكَ ؟ أبِمَنزِلَةِ رِدَّةٍ أم بِمَنزِلَةِ فِتنَةٍ ؟

1.العنكبوت : ۲ و ۳ .

2.الأنفال : ۲۵ .

3.تحوّز عنه وتحيَّزَ : إذا تنحّى (لسان العرب : ج ۵ ص ۳۴۰ «حوز») .

4.السُّحت : الحرام الذي لا يحلُّ كسبه ؛ لأنّه يسحت البركة (النهاية : ج ۲ ص ۳۴۵ «سحت») .

الصفحه من 171