الأمة (تفصیلی) - الصفحه 167

قالَ : نَعَم ، فَاستَغفِروا لَهُ ، فَإِنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ. ۱

۴۶۹۰.كمال الدين عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدني :كانَ زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ أجمَعَ عَلَى الخُروجِ مِن مَكَّةَ يَضرِبُ فِي الأَرضِ ويَطلُبُ الحَنيفِيَّةَ ـ دينَ إبراهيمَ عليه السلام ـ وكانَتِ امرَأَتُهُ صَفِيَّةُ بِنتُ الحَضرَمِيِّ كُلَّما أبصَرَتهُ قَد نَهَضَ إلَى الخُروجِ وأَرادَهُ ، آذَنَت بِهِ الخَطّابَ بنَ نُفَيلٍ .
فَخَرَجَ زَيدٌ إلَى الشّامِ يَلتَمِسُ ويطلُبُ في أهلِ الكِتابِ الأَوَّلِ دينَ إبراهيمَ عليه السلام ويَسأَلُ عَنهُ ، فَلَم يَزَل في ذلِكَ فيما يَزعُمونَ حَتّى أتَى المَوصِلَ وَالجَزيرَةَ كُلَّها ، ثُمَّ أقبَلَ حَتّى أتَى الشّامَ فَجالَ فيها حَتّى أتى راهِبا بِمَيفَعَةٍ ۲ مِن أرضِ البَلقاءِ ۳ ، كانَ يَنتَهي إلَيهِ عِلمُ النَّصرانِيَّةِ فيما يَزعُمونَ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الحَنيفِيَّةِ دينِ إبراهيمَ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ الرّاهِبُ : إنَّكَ لَتَسأَلُ عَن دينٍ ما أنتَ بِواجِدٍ لَهُ الآنَ مَن يَحمِلُكَ عَلَيهِ اليَومَ ، لَقَد دَرَسَ ۴ عِلمُهُ وذَهَبَ مَن كانَ يَعرِفُهُ ، ولكِنَّهُ قَد أظَلَّكَ خُروجُ نَبِيٍّ يُبعَثُ بِأَرضِكَ الَّتي خَرَجتَ مِنها بِدينِ إبراهيمَ الحَنيفِيَّةِ ، فَعَلَيكَ بِبِلادِكَ فَإِنَّهُ مَبعوثٌ الآنَ ، هذا زَمانُهُ .
ولَقَد كانَ سَئِمَ اليَهودِيَّةَ وَالنَّصرانِيَّةَ ، فَلَم يَرضَ شَيئا مِنهُما . فَخَرَجَ مُسرِعا ـ حينَ قالَ لَهُ الرَّاهِبُ ما قالَ ـ يُريدُ مَكَّةَ ، حَتّى إذا كانَ بِأَرضِ لَخمٍ ۵
عَدَوا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ ،

1.كمال الدين : ص ۲۰۰ ح ۴۲ و ح ۴۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۰۵ ح ۲۲ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۴۰۱ ح ۱۶۴۸ ، المعجم الكبير : ج ۱ص ۱۵۲ ح ۳۵۰ كلاهما عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۹۷ ح ۵۸۵۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۵۱۱ ح۴۵۶۸ .

2.المَيفَعُ : المكان المُشرف . واليفاع : هو التلّ المشرف (لسان العرب : ج ۸ ص ۴۱۴ «يفع») .

3.البَلْقاءُ : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القُرى ، قصبتها عمّان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة(معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۸۹) .

4.دَرَسَ : عَفا وخَفِيَت آثارُه (المصباح المنير : ص ۱۹۲ «درس»).

5.لخم : أو المناذرة ، من قبائل العرب ، أسّسوا الدولة اللخميّة في الحيرة ـ العراق ـ (المنجد في الأعلام : ص۶۱۲ «لخم») .

الصفحه من 171