الأمة (تفصیلی) - الصفحه 168

فَقالَ وَرَقَةُ بنُ نَوفَلٍ ـ وقَد كانَ اتَّبَعَ مِثلَ أثَرِ زَيدٍ ، ولَم يَفعَل في ذلِكَ ما فَعَلَ ، فَبَكاهُ وَرَقَةُ وَقالَ فيهِ ـ :

رَشَدتَ وأنعَمتَ ابنَ عَمرٍو و إنَّماتَجَنَّبتَ تَنّورا مِنَ النّارِ حامِيا
بِدينِكَ رَبّا لَيسَ رَبٌّ كَمِثلِهِوتَركِكَ أوثانَ الطَّواغي كَما هِيا
و قَد تُدرِكُ الإِنسانَ رَحمَةُ رَبِّهِولَو كانَ تَحتَ الأَرضِ سِتّينَ وادِيا۱

۴۶۹۱.اُسد الغابةـ في تَرجَمَةِ زيدِ بنِ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ ـ :سُئِلَ عَنهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يُبعَثُ اُمَّةً وَحدَهُ يَومَ القِيامَةِ ، وكانَ يَتَعَبَّدُ فِي الجاهِلِيَّةِ ويَطلُبُ دينَ إبراهيمَ الخَليلِ عليه السلام ، ويُوَحِّدُ اللّهَ تَعالى ويَقولُ : إلهي إلهُ إبراهيمَ ، وديني دينُ إبراهيمَ .
وكانَ يَعيبُ عَلى قُرَيشٍ ذَبائِحَهُم ويَقولُ : الشَّاةُ خَلَقَها اللّهُ وأَنزَلَ لَها مِنَ السَّماءِ ماءً وأَنبَتَ لَها مِنَ الأَرضِ ، ثُمَّ تَذبَحونَها عَلى غَيرِ اسمِ اللّهِ تَعالى ! إنكارا لِذلِكَ وَإعظاما لَهُ . وكانَ لا يَأكُلُ مِمّا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ۲ . ۳

۴۶۹۲.السيرة النبويّة لابن هشام عن أسماء بنت أبي بكر :لَقَد رَأَيتُ زَيدَ بنَ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ شَيخا كَبيرا ، مُسنِدا ظَهرَهُ إلَى الكَعبَةِ وهُوَ يَقولُ : يا مَعشَرَ قُرَيشٍ ، وَالَّذي نَفسُ زَيدِ بنِ عَمرٍو بِيَدِهِ ، ما أصبَحَ مِنكُم أحَدٌ عَلى دينِ إبراهيمَ غَيري . ثُمَّ يَقولُ : اللّهُمَّ لَو أنّي أعلَمُ أيَّ الوُجوهِ أحَبَّ إلَيكَ عَبَدتُكَ بِهِ ، ولكِنّي لا أعلَمُهُ ، ثُمَّ يَسجُدُ عَلى راحَتِهِ. ۴

1.كمال الدين : ص ۱۹۹ ح ۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۰۴ ح ۲۰ ؛ السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص۲۴۶ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ج ۱ ص ۱۵۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۴۹۷ كلّها نحوه .

2.النَّصِيبُ : الحجارة وجمعه نُصُب ، وكان للعرب حجارة تعبدها وتذبح عليها (مفردات ألفاظ القرآن : ص۸۰۷ «نصب») .

3.اُسد الغابة : ج ۲ ص ۳۶۸ الرقم ۱۸۶۰ .

4.السيرة النبويّة لابن هشام : ج ۱ ص ۲۴۰ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۳۶۹ الرقم ۱۸۶۰ ، السيرة النبويّة لابن كثير : ج ۱ ص ۱۵۴ ، تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص۵۰۵ .

الصفحه من 171