الأمة (تفصیلی) - الصفحه 56

الدُّنيا وجَمعُهُمُ الدّينارَ وَالدِّرهَمَ ، لا خَيرَ في كَثيرٍ مِن جَمعِهِما ۱ إلّا مَن سَلَّطَهُ اللّهُ عَلى هَلَكَتِها فِي الحَقِّ. ۲

۴۴۲۵.الإمام عليّ عليه السلام :لا تَغُرَّنَّكُمُ الحَياةُ الدُّنيا كَما غَرَّت مَن كانَ قَبلَكُم مِنَ الاُمَمِ الماضِيَةِ وَالقُرونِ الخالِيَةِ ، الَّذينَ احتَلَبوا دِرَّتَها ۳ ، وأصابوا غِرَّتَها ۴ ، وأَفنَوا عِدَّتَها ، وأَخلَقوا جِدَّتَها ۵ ، وأَصبَحَت مَساكِنُهُم أجداثا ۶ ، وأَموالُهُم ميراثا ، لا يَعرِفونَ مَن أتاهُم ، ولا يَحفِلونَ ۷ مَن بَكاهُم ، ولا يُجيبونَ مَن دَعاهُم. ۸

۴۴۲۶.عنه عليه السلام :إلَيكِ عَنّي يا دُنيا ! فَحَبلُكِ عَلى غارِبِكِ ، قَدِ انسَلَلتُ مِن مَخالِبِكِ ، وأفلَتُّ مِن حَبائِلِكِ ۹ ، وَاجتَنَبتُ الذَّهابَ في مَداحِضِكِ ۱۰ ، أينَ القُرونُ الَّذينَ غَرَرتِهِم بِمَداعِبِكِ ؟ أينَ الاُمَمُ الَّذينَ فَتَنتِهِم بِزَخارِفِكِ ؟ فَهاهُم رَهائِنُ القُبورِ ، ومَضامينُ اللُّحودِ .
وَاللّهِ ، لَو كُنتِ شَخصا مَرئِيّا وقالَبا حِسِّيّا ، لَأَقَمتُ عَلَيكِ حُدودَ اللّهِ ؛ في عِبادٍ غَرَرتِهِم بِالأَمانِيِّ ، واُمَمٍ ألقَيتِهِم فِي المَهاوي ، ومُلوكٍ أسلَمتِهِم إلَى التَّلَفِ وأَورَدتِهِم

1.في كنز العمّال : «مِن جَمعِها» ، و في فردوس الأخبار : ج ۱ ص ۲۰۷ ح ۶۱۴ : «مِمَّن جَمَعَهُما» .

2.الفردوس : ج ۱ ص ۱۷۱ ح ۶۴۱ عن أبي هريرة ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۲۲۱ ح ۶۲۴۸ .

3.الدِّرَّة : اللَّبَن إذا كثُر وسالَ (النهاية : ج ۲ ص ۱۱۲ «درر») .

4.الغِرّة : الغفلة (المصباح المنير : ص ۴۴۴ «غرر») .

5.إخلاقُ الثَّوب : تقطيعه (النهاية : ج ۲ ص ۷۱ «خلق») . والمراد أنّهم جعلوا جديدها خلقا قديما .

6.الجَدَثُ : القبر (المصباح المنير : ص ۹۲ «جدث») .

7.حَفَلتُ كذا : أي باليت به (الصحاح : ج ۴ ص ۱۶۷۱ «حفل») .

8.نهج البلاغة : الخطبة ۲۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۸۳ ح ۴۶ .

9.حبائلُ : أي مصائد ، واحدها حِبالة بالكسر ، وهي ما يصاد بها من أيّ شيء كان (النهاية : ج ۱ ص ۳۳۳ «حَبَلَ») .

10.المَدحَضَة : المَزَلَّة . يقال : مكانٌ مَدحَضَةٌ ؛ إذا كانت لاتثبت عليه الأقدام (تاج العروس : ج ۱۰ ص ۵۲ «دحض») .

الصفحه من 171