قالَ اليَهودِيُّ : فَأَخبِرني بِما فَضَّلَ اللّهُ تَعالى اُمَّةَ مُحَمَّدٍ عَلى سائِرِ الاُمَمِ ؟
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : لَقَد فَضَّلَ اللّهُ تَبارَكَ وتَعالى اُمَّتَهُ عَلى سائِرِ الاُمَمِ بِأَشياءَ كَثيرَةٍ، إنَّما أذكُرُ لَكَ مِنها قَليلاً مِن كَثيرٍ :
مِن ذلِكَ قَولُ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى : «كُنتُمْ خَيْرَ اُمَّةٍ اُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ» 1 .
وَمِن ذلِكَ أنَّهُ إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ وجَمَعَ اللّهُ الخَلقَ في صَعيدٍ واحِدٍ ، سَأَلَ اللّهُ تَعالَى النَّبِيّينَ : هَل بَلَّغتُم ؟ فَيَقولونَ : نَعَم ، فَيَسأَلُ الاُمَمَ فَيَقولونَ : ما جاءَنا مِن بَشيرٍ ولا نَذيرٍ ، فَيَقولُ اللّهُ عز و جلـ وَهُوَ أعلَمُ بِذلِكَ ـ لِلنَّبِيّينَ : مَن شُهَداؤُكُمُ اليَومَ ؟ فَيَقولونَ : مُحَمَّدٌ واُمَّتُهُ ، فَيَشهَدُ لَهُم اُمَّةُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى صلى الله عليه و آله بِالتَّبليغِ ، وتُصَدِّقُ شَهادَتَهُم شَهادَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَيُؤمِنونَ عِندَ ذلِكَ ، وَذلِكَ قَولُ اللّهِ عز و جل : «لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَ يَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا» 2 يَقولُ : يَكونُ مُحَمَّدٌ عَلَيكُم شَهيدا أنَّكُم قَد بَلَّغتُمُ الرِّسالَةَ .
ومِنها : أنَّهُم 3 أوَّلُ النّاسِ حِسابا ، وأَسرَعُهُم دُخولاً إلَى الجَنَّةِ قَبلَ سائِرِ الاُمَمِ كُلِّها .
ومِنها أيضا : أنَّ اللّهَ عز و جل فَرَضَ عَلَيهِم فِي اللَّيلِ وَالنَّهارِ [خَمسَ] 4
صَلَواتٍ في خَمسَةِ أوقاتٍ : اِثنَتانِ بِاللَّيلِ ، وثَلاثٌ بِالنَّهارِ ، ثُمَّ جَعَلَ هذهِ الخَمسَ صَلَواتٍ تَعدِلُ خَمسينَ صَلاةً 5 وجَعَلَها كَفَّارَةَ خَطاياهُم ، فَقالَ اللّهُ عز و جل : «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ
1.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحارالأنوار .
2.آل عمران : ۱۱۰ .
3.البقرة : ۱۴۳ .
4.في المصدر : «أنّه» ، والتصويب من بحارالأنوار .
5.في المصدر : «صلوات» ، والتصويب من بحار الأنوار .