الأمة (تفصیلی) - الصفحه 92

وموسى وعيسى عليهم السلام ؛ التَّوحيدَ وَالإِخلاصَ وخَلعَ الأَندادِ ، وَالفِطرَةَ الحَنيفِيَّةَ السَّمحَةَ ، ولا رَهبانِيَّةَ ولا سِياحَةَ . أحَلَّ فيهَا الطَّيِّباتِ وحَرَّمَ فيهَا الخَبائِثَ، ووَضَعَ عَنهُم إصرَهُم وَالأَغلالَ الَّتي كانَت عَلَيهِم ۱ ، ثُمَّ افتَرَضَ عَلَيهِ فيهَا الصَّلاةَ وَالزَّكاةَ وَالصَّيامَ وَالحَجَّ وَالأَمرَ بِالمَعروفِ وَالنَّهيَ عَنِ المُنكَرِ وَالحَلالَ وَالحَرامَ وَالمَواريثَ وَالحُدودَ وَالفَرائِضَ وَالجِهادَ في سَبيلِ اللّهِ ، وزادَهُ الوُضوءَ ، وفَضَّلَهُ بِفاتِحَةِ الكِتابِ، وبِخَواتيمِ سُورَةِ البَقَرَةِ وَالمُفَصَّلِ ۲ ، وأحَلَّ لَهُ المَغنَمَ وَالفَيءَ، ونَصَرَهُ بِالرُّعبِ ، وجَعَلَ لَهُ الأَرضَ مَسجِدا وطَهورا ، وأَرسَلَهُ كافَّةً إلَى الأَبيَضِ وَالأَسوَدِ وَالجِنِّ وَالإِنسِ ، وأعطاهُ الجِزيَةَ وأسرَ المُشرِكينَ وفِداهُم ، ثُمَّ كُلِّفَ ما لَم يُكَلَّف أحَدٌ مِنَ الأَنبياءِ ، واُنزِلَ عَلَيهِ سَيفٌ مِنَ السَّماءِ في غَيرِ غِمدٍ ، وقيل لَهُ : «قَاتِلْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ»۳ . ۴

۴۵۰۵.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ في صِفَةِ النَّبِيِّ وأهلِ بَيتِهِ وأَتباعِ دينِهِ ـ :اِبتَعَثَهُ بِالنّورِ المُضيءِ ، وَالبُرهانِ الجَلِيِّ ، وَالمِنهاجِ البادي ، وَالكِتابِ الهادي . اُسرَتُهُ خَيرُ اُسرَةٍ ، وشَجَرَتُهُ خَيرُ شَجَرَةٍ ؛ أغصانُها مُعتَدِلَةٌ ، وثِمارُها مُتَهَدِّلَةٌ . مَولِدُهُ بِمَكَّةَ ، وهِجرَتُهُ بِطَيبَةَ ۵ ، عَلا بِها ذِكرُهُ ، وَامتَدَّ مِنها صَوتُهُ .
أرسَلَهُ بِحُجَّةٍ كافِيَةٍ ، ومَوعِظَةٍ شافِيَةٍ ، ودَعوَةٍ مُتَلافِيَهٍ . أظهَرَ بِهِ الشَّرائِعَ

1.إشارة إلى الآية ۱۵۷ من سورة الأعراف .

2.قال الطريحي : في الحديث : «فُضِّلتُ بالمفصّل»، قيل : سُمّي به لكثرة ما يقع فيه من فصول التسمية بين السور ، وقيل : مفصّل القرآن من سورة محمّد صلى الله عليه و آله إلى آخر القرآن (مجمع البحرين : ج ۳ ص ۱۳۹۷«فصل») .

3.النساء : ۸۴ .

4.الكافي : ج ۲ ص ۱۷ ح ۱ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۸ ح ۱۰۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۳۳۰ ح ۲۶ و راجع : مكارم الأخلاق : ج ۱ ص ۱۴۰ ح ۳۶۱ .

5.طَيبَة : أمر النبيّ صلى الله عليه و آله أن تسمّى المدينة طَيبة وطابة ؛ وهما من الطّيب ، لأنّ المدينة كان اسمها يثرب ، والثربُ : الفساد (النهاية : ج ۳ ص ۱۴۹ «طيب») .

الصفحه من 171