الأمانة (تفصیلی) - الصفحه 33

۴۷۹۱.دعائم الإسلام :رُوِّينا عَن أبي عَبدِ اللّه ِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام أنَّ نَفَرا أتَوهُ مِنَ الكوفَةِ مِن شيعَتِهِ يَسمَعونَ مِنهُ ، ويَأخُذونَ عَنهُ ، فَأَقاموا بِالمَدينَةِ ما أمكَنَهُمُ المُقامُ ، وهُم يَختَلِفونَ إلَيهِ ، ويَتَرَدَّدونَ عَلَيهِ ، ويَسمَعونَ مِنهُ ، ويَأخُذونَ عَنهُ ، فَلَمّا حَضَرَهُمُ الاِنصِرافُ ووَدَّعوهُ ، قالَ لَهُ بَعضُهُم : أوصِنا يَابنَ رَسولِ اللّه ِ !
فَقالَ : اُوصيكُم بِتَقوَى اللّه ِ ، وَالعَمَلِ بِطاعَتِهِ ، وَاجتِنابِ مَعاصيهِ ، وأدَاءِ الأَمانَةِ لِمَنِ ائتَمَنَكُم ، وحُسنِ الصِّحَابَةِ لِمَن صَحِبتُموهُ ، وأن تَكونوا لَنا دُعاةً صامِتينَ .
فَقالوا : يَابنَ رَسولِ اللّه ِ ، وكَيفَ نَدعُو إلَيكُم ونَحنُ صُموتٌ ؟
قالَ : تَعمَلونَ ما أمَرناكُم بِهِ مِنَ العَمَلِ بِطاعَةِ اللّه ِ ، وتَتَناهَونَ عَن مَعاصِي اللّه ِ ، وتُعامِلونَ النّاسَ بِالصِّدقِ وَالعَدلِ ، وتُؤَدُّونَ الأَمانَةَ ، وتَأمُرونَ بِالمَعروفِ ، وتَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ ، ولا يَطَّلِعُ النّاسُ مِنكُم إلّا عَلى خَيرٍ ، فَإِذا رَأَوا ما أنتُم عَلَيهِ قالوا : هؤُلاءِ الفُلانِيَةُ ، رَحِمَ اللّه ُ فُلانا ، ما كانَ أحسَنَ ما يُؤَدِّبُ أصحابَهُ ، وعَلِموا فَضلَ ما كانَ عِندَنا ، فَسارَعوا إلَيهِ ، أشهَدُ عَلى أبي مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ ـ رِضوانُ اللّه ِ عَلَيهِ ورَحمَتُهُ وبَرَكاتُهُ ـ لَقَد سَمِعتُهُ يَقولُ :
كانَ أولِياؤُنا وشيعَتُنا فيما مَضى خَيرَ مَن كانوا فيهِ ، إن كانَ إمامُ مَسجِدٍ فِي الحَيِّ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ مُؤَذِّنٌ فِي القَبيلَةِ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ وَديعَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ صاحِبُ أمانَةٍ كانَ مِنهُم ، وإن كانَ عالِمٌ مِنَ النّاسِ يَقصِدونَهُ لِدينِهِم ومَصالِحِ اُمورِهِم كانَ مِنهُم ، فَكونوا أنتُم كَذلِكَ ، حَبِّبونا إلَى النّاسِ ولا تُبَغِّضونا إلَيهِم . ۱

1.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۵۶ ، مستدرك الوسائل : ج ۸ ص ۳۱۰ ح ۹۵۲۱ .

الصفحه من 92