الأمن (تفصیلی) - الصفحه 38

۵۰۹۷.تاريخ الطبري عن جُندَب :لَمّا بَلَغَ عَلِيّا مُصابُ بَني ناجِيَةَ وقَتلُ صاحِبِهِم ، قالَ : هَوَت اُمُّهُ ! ما كانَ أنقَصَ عَقلَهُ ، وأَجرَأَهُ عَلى رَبِّهِ ! فإِنَّ جائِيا جاءَني مَرّةً فَقالَ لي : في أصحابِكَ رِجالٌ قَد خَشيتُ أن يُفارِقوكَ ، فَما تَرى فيهِم ؟
فَقُلتُ لَهُ : إنّي لا آخُذُ عَلَى التُّهَمَةِ ، ولا اُعاقِبُ عَلَى الظَّنِّ ، ولا اُقاتِلُ إلّا مَن خالَفَني وناصَبَني وأظهَرَ لِيَ العَداوَةَ ، ولَستُ مُقاتِلَهُ حَتّى أدعُوَهُ وأعذِرَ إلَيهِ ، فَإِن تابَ ورَجَعَ إلَينا قَبِلنا مِنهُ ، وهُوَ أخونا ، وإن أبى إلَا الاِعتِزامَ عَلى حَربِنَا استَعَنّا عَلَيهِ اللّه َ ، وناجَزناهُ ، فَكَفَّ عَنّي ما شاءَ اللّه ُ .
ثُمَّ جاءَنيمَرَّةً اُخرى فَقالَ لي: قَد خَشيتُ أن يُفسِدَ عَلَيكَ عَبدُ اللّه ِ بنُ وَهبٍ الراسِبِيُّ وزَيدُ بنُ حُصَينٍ ، إنّي سَمِعتُهُما يَذكُرانِكَ بِأَشياءَ لَو سَمِعتَها لَم تُفارِقهُما عَلَيها حَتّى تَقتُلَهُما أو تُوبِقَهُما ، فَلا تُفارِقهُما مِن حَبسِكَ أبَدا .
فَقُلتُ : إنّي مُستَشيرُكَ فيهِما ، فَماذا تَأمُرُني بِهِ ؟
قالَ : فَإِنّي آمُرُكَ أن تَدعُوَ بِهِما ، فَتَضرِبَ رِقابَهُما ، فَعَلِمتُ أنَّهُ لا وَرِعٌ ولا عاقِلٌ ، فَقُلتُ : وَاللّه ِ ما أظُنُّكَ وَرِعا ، ولا عاقِلاً نافِعا ، وَاللّه ِ لَقَد كانَ يَنبَغي لَكَ لَو أرَدتُ قَتلَهُم أن تَقولَ : اِتَّقِ اللّه َ ، لِمَ تَستَحِلُّ قَتلَهُم ولَم يَقتُلوا أحَدا ، ولَم يُنابِذوكَ ، ولَم يَخرُجوا مِن طاعَتِكَ ؟ ! ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۳۱ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۴۸ عن حبيب ؛ الغارات : ج ۱ ص ۳۷۱ وفيهما «توثقهما» بدل «توبقهما» وكلاهما نحوه .

الصفحه من 47