الأمن (تفصیلی) - الصفحه 4

2 . البلد المثاليّ في الأمن

تبلغ أهمّية الأمن الاجتماعي في الإسلام حدّا بحيث اُطلق على مركز بزوغ الشمس المشرقة لهذه الديانة السماوية أي مكّة المكرّمة اسم « البلد الأمين » ، ووضعت المقرّرات الشديدة لاجتناب أيّ نوع من النزاع والصراع والحرب وسفك الدماء في هذه الأرض المقدّسة ۱ ، بحيث إنّ الإنسان ليس هو الوحيد الذي يجب أن يتمتّع فيها بالأمن المطلق ، بل إنّ الحيوانات والطيور والنباتات يجب أن تتمتّع أيضا بالأمن والأمان ، ولا يحقّ لأحد أن يتسبّب بأيّ أذى لها .
يمكن القول إنّ قيمة الأمن المطلق في مكّة في الحقيقة بمثابة عرض للمدينة الإسلامية النموذجية ، فعلى مسؤولي الحكومة الإسلامية أن يوفّروا الأمن اللّازم في البلاد الإسلامية الاُخرى ، كما هو الحال في عصر حكم الإمام المهدي (عج ) ، إذ سيعمّ الأمن المطلق العالم. ۲

3 . مسؤولية النظام الإسلامي في إقرار الأمن

إنّ الملاحظة الاُخرى الدالّة على أهميّة الأمن الاجتماعي في الإسلام ، هي ربط الأمن بفلسفة الرسالة والإمامة في الروايات الإسلامية ، كما يقول رسول اللّه صلى الله عليه و آله جوابا على سؤال عن فلسفة رسالته :
بِأَن توصَلَ الأَرحامُ وتُحقَنَ الدِّماءُ وتُؤمَّنَ السُّبُلُ . ۳
كما يشير حفظ حدود البلاد الإسلامية وحراستها وإيجاد الأمن للمظلومين ، في بيان فلسفة ولاية أئمّة أهل البيت عليهم السلام إلى مسؤولية الحكّام المسلمين الكبيرة في إقرار الأمن الاجتماعي . ۴

1.راجع : المصادر الفقهية للاطلاع على هذه الضوابط .

2.راجع : ص ۱۱۹ (الأمن الموعود) .

3.راجع : ص ۱۱۳ ح ۵۰۱۷.

4.راجع : ص ۱۱۲ (مسؤولية الولاة في أمن البلاد) .

الصفحه من 47