اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 139

دراسة حول حديث الثقلين ودلالته على استمرار إمامة أهل البيت عليهم السلام

يُعتبر حديثُ الثّقلين ـ الّذي عرّف فيه خاتمُ الأنبياء صلى الله عليه و آله أهلَ بيته عليهم السلام عِدلاً للقرآن ، ودعا جميعَ الاُمّة الإسلامية إلى لزوم اتّباعهم إلى جانب القرآن ـ أحَدَ الاُسس الثابتة الّتي لا يرقى إليها الشكّ لمعرفة أهل البيت عليهم السلام ؛ وإثبات مرجعيّتهم العلميّة ، واستمرار إمامتهم ، وقيادتهم إلى يوم القيامة ، ولذلك فإنّه يُعتبر أحَدَ الأدلّة القاطعة على إمامة الإمام المهديّ عليه السلام أيضا .
نظرا لأهميّة هذا الحديث ودوره الهامّ في بيان المسؤولية الكبيرة المُلقاة على عاتق الاُمّة الإسلامية في الدفاع عن العترة إلى جانب القرآن ، وتهيئة الأرضية لتوسيع الإسلام في العالم واستمرارها ، فإنّنا سنبحث القضايا المتعلّقة به في جملة من الفقرات ونتدارسها ، وهي كالتالي :

أوّلاً : نصّ الحديث

روت مصادر الحديث المعتبرة حديث الثّقلين ـ بقليلٍ من الاختلاف في اللفظ ـ عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهذا نصّه :
إِنِّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ، ما إِن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا ؛ كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي ؛ فَإِنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتَّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ .

الصفحه من 540