اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 157

إنَّ اللّهَ عَلَّمَ نَبِيَّهُ التَّنزيلَ وَالتَّأويلَ ، فَعَلَّمَهُ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلِيَّا عليه السلام ، قالَ : وعَلَّمَنا وَاللّهِ . ۱
إنّ جميع الأحاديث الّتي تؤكّد المكانة العلميّة لأهل البيت ، كالأحاديث الّتي تصفهم بأنّهم خزنة العلم الإلهي ، أو ورثة علم الأنبياء ، أو تعتبر كلامهم كلام رسول اللّه صلى الله عليه و آله ۲ ، هي في الحقيقة بيان لهذه الرسالة ، وتأكيد المرجعيّة العلميّة لأهل البيت .
ومن الملفت للنظر أنّ الإشارة إلى المكانة العلميّة لأهل البيت وردت في بعض روايات حديث الثّقلين أيضا . ۳
بالإضافة إلى ذلك فإنّ حديث الثّقلين يبيّن بصراحة المرجعيّة العلميّة لأهل البيت عليهم السلام إلى جانب القرآن قائلاً :
إنِّي تارِكٌ فيكُمُ الثِّقلَينِ ما إن تَمَسَّكتُم بِهِما لَن تَضِلُّوا ؛ كِتابَ اللّهِ وعِترَتي أهلَ بَيتي .
وهذا يعني أنّ مرجعيّة أهل البيت عليهم السلام العلميّة إلى جانب القرآن تستوجب عصمتهم من الضلال في القضايا الدينية ، وأنّ الّذين لا يذعنون بمرجعيّتهم العلميّة لا يمكنهم أن يطمئنّوا بعقائدهم الدينيّة .

3 . التلازم بين الإعراض عن أهل البيت عليهم السلام والإعراض عن القرآن

إنّ حديث الثّقلين هو ـ في الحقيقة ـ الوصيّة السياسيّة الإلهيّة لرسول اللّه ، فقد كان صلى الله عليه و آله يعلم جيّدا أنّ من غير الممكن من الناحية العمليّة الفصل بين مرجعيّة أهل

1.الكافي : ج ۷ ص ۴۴۲ ح ۱۵ ، تهذيب الأحكام : ج ۸ ص ۲۸۶ ح ۱۰۵۲ .

2.راجع : ص ۲۱۹ (الفصل الرابع: خصائصهم في العلم) .

3.وهذا مثل قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلّوا : كتاب اللّه عز و جل ، وأهل بيتي عترتي . أيّها الناس ، اسمعوا وقد بلّغت أنّكم سترِدون عليّ الحوض ، فأسألكم عمّا فعلتم في الثّقلين ، والثقلان : كتاب اللّه جلّ ذكره وأهل بيتي ، فلا تسبقوهم فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم» (راجع: ص ۲۲۶ ح ۶۵۲۷).

الصفحه من 540