اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 158

البيت عليهم السلام العلميّة وزعامتهم السياسيّة ، فإن لم تكن قيادة الاُمّة لهم ، لم يكن بإمكان المجتمع الإسلامي والعالم الانتفاع من بحر علم أهل البيت غيرِ المحدود بالنحو المطلوب . لذلك فإنّ حديث الثّقلين يحمل للاُمّة الإسلاميّة رسالة سياسيّة إلهيّة هامّة ، هي التلاحم المصيري بين القرآن والعترة . وبعبارة اُخرى : فإنّ القرآن ـ الّذي يمثّل رسالة التكامل المادّي والمعنوي للإنسان ـ لا يمكن أن ينفصل عن العترة الّتي تحفظ هذه الرسالة ، وتواصل نهج السنّة النبويّة . وباختصار فإنّ الدين لا ينفصل عن السياسة ، وإن هجر كلّ منهما في المجتمع الإسلامي يعني هجر الآخر .
إنّ الإمام الخميني قدس سره يشير في بداية وصيّته القيّمة ـ المستلهمة من وصيّة النبيّ صلى الله عليه و آله السياسيّة الإلهيّة ـ في شرح حديث الثّقلين إلى هذه الملاحظة المهمّة قائلاً :
لعلّ قوله : «لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ» إشارة إلى أنّ كلّ ما يجري على أحد هذين الثّقلين بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، يجري على الآخر ، وأنّ هجر أي منهما يعني هجر الآخر . ۱
لقد أثبت التاريخ السياسي للإسلام بوضوح ـ وكما كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد تنبّأ به ـ أنّ من غير الممكن تحقيق أحكام القرآن في المجتمع بدون القيادة السياسيّة لأهل البيت ، بل إنّ فصل أهل البيت عن القرآن رغم إقامة حروف هذا الكتاب السماوي قد هيّأ الأرضيّة لتضييع حدوده في المجتمع الإسلامي . ۲

1.صحيفه امام (بالفارسيّة) : ج ۲۱ ص ۳۹۴ .

2.كما ذكر الإمام الخميني في وصيّته السياسية الإلهية : «لقد اتّخذ الجبابرة والطواغيت القرآن الكريم وسيلة لإقامة حكومات مناهضة للقرآن ، وأقصوا المفسّرين الحقيقيّين للقرآن والعارفين بالحقائق الّذين كانوا قد أدركوا القرآن برمته من النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ، وكان نداء «إنّي تارك فيكم الثّقلين» في أسماعهم ، وذلك بذرائع مختلفة ومؤامرات مخطّط لها مسبقا ، وفي الحقيقة فإنّهم أقصوا القرآن من الساحة ، القرآن الّذي كان وما يزال أكبر نهج للحياة المادّية والمعنوية ، وأبطلوا حكومة العدل الإلهي الّتي كانت وما تزال أحد أهداف هذا الكتاب المقدّس (صحيفه امام[بالفارسيّة] : ج ۲۱ ص ۳۹۴) .

الصفحه من 540