اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 165

أنتُم قائلون» ، وذكر الاعتصام بالسنّة في هذه الخطبة غريب ويحتاج إليها . ۱
واستنادا إلى ذلك فإنّ الرواية المذكورة لحديث الثّقلين غير معتبرة ، ولا يمكن أن تحلّ محلّ الرواية المشهورة له والتي فيها «كِتابَ اللّهِ وعِترَتي» .
د ـ جاء في بعض أحاديث الشيعة تعبير «كِتابَ اللّهِ وسُنَّتي» بدلاً من «كِتابَ اللّهِ وعِترَتي» ؛ فقد نقل الشيخ الصدوق رحمه اللهفي كتاب كمال الدين ـ بعد نقل الرواية المشهورة لحديث الثّقلين ـ هذا النصّ عن أبي هريرة . ۲ ولكن سنده ضعيف ، ومن المحتمل أنّ الشيخ الصدوق رحمه الله ذكر هذه الرواية للإشارة إلى الاختلاف المذكور ؛ ذلك لأنّ نقله لهذه الرواية لا ينسجم مع هدفه من تأليف كتاب كمال الدين ، وكذلك لا ينسجم مع عنوان الباب وهو «اتّصال الوصية من لدن آدم عليه السلام » .
ومن المفيد أن نلفت الانتباه إلى بضع ملاحظات في ختام البحث :
أ ـ إنّ الكلام السابق لا يعني نفي حجّية سنّة النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ لأنّ الأدلّة القرآنيّة والروائيّة والعقليّة لحجّية سنّة النبيّ صلى الله عليه و آله تبلغ من الإحكام والقوّة درجة تنفي احتمال اعتبارها وحجّيتها . بناء على ذلك فإنّ إنكار صدور هذه الرواية لا يعني إنكار سنّة النبيّ صلى الله عليه و آله .
ب ـ اقتران وجوب التمسّك بالعترة بحجيّة الكتاب والسنّة إنّما يدلّ على أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله كان يريد أن يبيّن أنّ هداية القرآن والسنّة تتيسّر من خلال التمسّك بالعترة . ومن الممكن أن تكون هناك قراءات مختلفة للسنّة كما توجد في الاتّجاهات الشيعية والسنّية المختلفة ، ولكن الرواية الوحيدة الّتي تعتبر حجّة بشأن سنّة النبيّ صلى الله عليه و آله هي الّتي تصلنا عن طريق العترة ، وهذا المعنى يتضمّن التلازم الوثيق بين

1.المستدرك على الصحيحين : ج ۱ ص ۱۷۱ ح ۳۱۸ .

2.راجع : كمال الدين : ص ۲۳۵ ح ۴۷ .

الصفحه من 540