اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 286

ثُمَّ جَلَسَ لِلنّاسِ فَبايَعوهُ . ۱

۶۷۲۸.الإمام زين العابدين عليه السلام :دَخَلتُ عَلى مَروانَ بنِ الحَكَمِ فَقالَ : ما رَأَيتُ أحَدا أكرَمَ غَلَبَةً مِن أبيكَ ، ما هُوَ إلّا أن وَلِيَنا يَومَ الجَمَلِ ، فَنادى مُناديهِ : لا يُقتَلُ مُدبِرٌ ، ولا يُذَفَّفُ ۲ عَلى جَريحٍ . ۳

۶۷۲۹.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديدـ في صِفَةِ عَلِيٍّ عليه السلام ـ :وأمَّا الحِلمُ وَالصَّفحُ فَكانَ أحلَمَ النّاسِ عَن ذَنبٍ ، وأصفَحَهُم عَن مُسيءٍ . وقَد ظَهَرَ صِحَّةُ ما قُلناهُ يَومَ الجَمَلِ ، حَيثُ ظَفِرَ بِمَروانَ بنِ الحَكَمِ ـ وكانَ أعدَى النّاسِ لَهُ ، وأشَدَّهُم بُغضا ـ فَصَفَحَ عَنهُ .
وكانَ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ يَشتِمُهُ عَلى رُؤوسِ الأَشهادِ ، وخَطَبَ يَومَ البَصرَةِ فَقالَ : قَد أتاكُمُ الوَغدُ اللَّئيمُ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ . وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقولُ : ما زالَ الزُّبَيرُ رَجُلاً مِنّا أهلَ البَيتِ حَتّى شَبَّ عَبدُاللّهِ . فَظَفِرَ بِهِ يَومَ الجَمَلِ ، فَأَخَذَهُ أسيرا ، فَصَفَحَ عَنهُ ، وقالَ : «اِذهَب فَلا أرَيَنَّكَ» ، لَم يَزِدهُ عَلى ذلِكَ .
وظَفِرَ بِسَعيدِ بنِ العاصِ بَعدَ وَقعَةِ الجَمَلِ بِمَكَّةَ ـ وكانَ لَهُ عَدُوّا ـ فَأَعرَضَ عَنهُ ، ولَم يَقُل لَهُ شَيئا .
وقَد عَلِمتُم ما كانَ مِن عائِشَةَ في أمرِهِ ، فَلَمّا ظَفِرَ بِها أكرَمَها ، وبَعَثَ مَعَها إلَى المَدينَةِ عِشرينَ امرَأَةً مِن نِساءِ عَبدِالقَيسِ عَمَّمَهُنَّ بِالعَمائِمِ وقَلَّدَهُنَّ بِالسُّيوفِ ، فَلَمّا

1.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۵۷ ، الجمل : ص ۴۰۷ عن الحارث بن سريع نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۳۰ ح ۱۸۲ .

2.الذَّفُّ : الإجهاز على الجريح ، وكذلك الذفاف . وقد ذفّفت على الجريح تذفيفا : إذا أسرعتَ في قتله (الصحاح : ج ۴ ص ۱۳۶۲ «ذفف») .

3.السنن الكبرى : ج ۸ ص ۳۱۴ ح ۱۶۷۴۶ عن إبراهيم بن محمّد عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، معرفة السنن : ج ۶ ص ۲۸۲ ح ۵۰۰۰ عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام ، فتح الباري : ج ۱۳ ص ۵۷ ذيل ح ۷۱۰۵ ؛ المبسوط للطوسي : ج ۷ ص ۲۶۴ عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام وفيه «يدنف» بدل «يذفف» .

الصفحه من 540