اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 294

لابُدَّ ... فَأَشهَدُ بِاللّهِ لَقَد رَأَيتُهُ في بَعضِ مَواقِفِهِ وقَد أرخَى اللَّيلُ سُدولَهُ ، وغارَت نُجومُهُ ، يَميلُ في مِحرابِهِ قابِضاً عَلى لِحيَتِهِ ، يَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السَّليمِ ، ويَبكي بُكاءَ الحَزينِ ، فَكَأَنّي أسمَعُهُ الآنَ وهُوَ يَقولُ :
يا رَبَّنا يا رَبَّنا ـ يَتَضَرَّعُ إلَيهِ ـ ثُمَّ يَقولُ لِلدُّنيا : إلَيَّ تَغَرَّرتِ ؟ ! إلَيَّ تَشَوَّفتِ ؟ ! هَيهاتَ هَيهاتَ ، غُرّي غَيري ، قَد بَتَتُّكِ ثَلاثا ، فَعُمُرُكِ قَصيرٌ ، ومَجلِسُكِ حَقيرٌ ، وخَطَرُكِ يَسيرٌ ، آهِ آهِ مِن قِلَّةِ الزّادِ ، وبُعدِ السَّفَرِ ، ووَحشَةِ الطَّريقِ .
فَوَكَفَت دُموعُ مُعاوِيَةَ عَلى لِحيَتِهِ ما يَملِكُها ، وجَعَلَ يُنَشِّفُها بِكُمِّهِ وقَدِ اختَنَقَ القَومُ بِالبُكاءِ ، فَقالَ : كَذا كانَ أبُو الحَسَنِ ؛ كَيفَ وَجدُكَ عَلَيهِ يا ضِرارُ ؟ قالَ : وَجدُ مَن ذُبِحَ واحِدُها في حِجرِها ، لا ترَقَأُ دَمعَتُها ولا يَسكُنُ حُزنُها . ثُمَّ قامَ فَخَرَجَ . ۱

۶۷۵۰.الإمام الحسن عليه السلام :رَأَيتُ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلام قامَت في مِحرابِها لَيلَةَ جُمعَتِها ، فَلَم تَزَل راكِعَةً ساجِدَةً حَتَّى اتَّضَحَ عَمودُ الصُّبحِ ، وسَمِعتُها تَدعو لِلمُؤمِنينَ والمُؤمِناتِ وتُسَمّيهِم وتُكثِرُ الدُّعاءَ لَهُم ولا تَدعو لِنَفسِها بِشَيءٍ ، فَقُلتُ لَها : يا اُمّاه ، لِمَ لا تَدعينَ لِنَفسِكِ كَما تَدعينَ لِغَيرِكِ ؟ فَقالَت : يا بُنَيَّ ، الجارَ ثُمَّ الدّارَ . ۲

۶۷۵۱.المناقب لابن شهرآشوب عن الحسن البصري :ما كانَ في هذِهِ الاُمَّةِ أعبَدُ مِن فاطِمَةَ ، كانَت تَقومُ حَتّى تَوَرَّمَت قَدَماها . ۳

1.حلية الأولياء : ج ۱ ص ۸۴ و ۸۵ الرقم ۴ ، الاستيعاب : ج ۳ ص ۲۰۹ الرقم ۱۸۷۵ ، مروج الذهب : ج ۲ ص ۴۳۳ كلاهما نحوه ؛ نهج البلاغة : الحكمة ۷۷ ، الأمالي للصدوق : ص ۷۲۴ ح ۹۹۰ عن الأصبغ بن نباتة وكلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۲۵۰ ح ۵۲۴ .

2.علل الشرائع : ص ۱۸۲ ح ۱ عن عبادة الكليني عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، دلائل الإمامة : ص ۱۵۲ ح ۶۵ عن عبّاد الكلبي عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۹۴ ، بحار الأنوار : ج ۸۹ ص ۳۱۳ ح ۱۹ نقلاً عن مصباح الأنوار وكلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه عنه عليهم السلام وفيها «ليلة الجمعة» بدل «ليلة جمعتها» .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۳۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۷۶ ح ۶۲ ؛ ربيع الأبرار : ج ۲ ص ۱۰۴ .

الصفحه من 540