اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 355

لَهُ دينا أو أمَتُّ لَهُ فيهِ باطِلاً ، فَهذا شُكرُكَ مَنِ استَحمَلَكَ 1 ! ما أخوَفَني أن تَكونَ كَمَن قالَ اللّهُ تَعالى في كِتابِهِ : «أَضَاعُواْ الصَّلَوةَ وَ اتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا» 2 اِستَحمَلَكَ كِتابَهُ وَاستَودَعَكَ عِلمَهُ فَأَضَعتَها ، فَنَحمَدُ اللّهَ الَّذي عافانا مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ، وَالسَّلامُ . 3

۶۹۲۰.الكافي عن يزيد بن عبد اللّه عمّن حدّثه :كَتَبَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام إلى سَعدِ الخَيرِ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
أمّا بَعدُ ، فَإِنّي اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ فَإِنَّ فيهَا السَّلامَةَ مِنَ التَّلَفِ وَالغَنيمَةَ فِي المُنقَلَبِ ، إنَّ اللّهَ عز و جل يَقي بِالتَّقوى عَنِ العَبدِ ما عَزُبَ عَنهُ عَقلُهُ ۴ ، ويَجلي بِالتَّقوى عَنهُ عَماهُ وجَهلَهُ ، وبِالتَّقوى نَجا نوحٌ ومَن مَعَهُ فِي السَّفينَةِ وصالِحٌ ومَن مَعَهُ مِنَ الصّاعِقَةِ ، وبِالتَّقوى فازَ الصّابِرونَ ونَجَت تِلكَ العُصَبُ ۵ مِنَ المَهالِكِ ، ولَهُم إخوانٌ عَلى تِلكَ الطَريقَةِ يَلتَمِسونَ تِلكَ الفَضيلَةَ ، نَبَذوا طُغيانَهُم مِنَ الإِيرادِ بِالشَّهَواتِ لِما بَلَغَهُم فِي الكِتابِ مِنَ المَثُلاتِ ، حَمِدوا رَبَّهُم عَلى مارَزَقَهُم وهُوَ أهلُ الحَمدِ ، وذَمّوا أنفُسَهُم عَلى مافَرَّطوا وهُم أهلُ الذَّمِّ ، وعَلِموا أنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى الحَليمَ العَليمَ ، إنَّما غَضَبُهُ عَلى مَن لَم يَقبَل مِنهُ رِضاهُ ، وإنَّما يَمنَعُ مَن لَم يَقبَل مِنهُ عَطاهُ ، وإنَّما يُضِلُّ مَن لَم يَقبَل مِنهُ هُداهُ . ثُمَّ أمكَنَ أهلَ السَّيِّئاتِ مِنَ التَّوبَةِ بِتَبديلِ الحَسَناتِ ، دَعا عِبادَهُ فِي الكِتابِ إلى ذلِكَ بِصَوتٍ رَفيعٍ لَم يَنقَطِع ولَم يَمنَع دُعاءَ عِبادِهِ ، فَلَعَنَ اللّهُ الَّذينَ يَكتُمونَ ما أنزَلَ

1.استعملك (خ ل) .

2.مريم : ۵۹ .

3.تحف العقول : ص ۲۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۳۲ ح ۲ ؛ تاريخ دمشق : ج ۲۲ ص ۴۱ نحوه .

4.عزب : أي بعُد (النهاية : ج ۳ ص ۲۲۶ «عزب») ، وفي بعض النسخ «نفى بالتقوى عن العبد ماعزب عنه عقله» (كما في هامش الكافي) .

5.العصب : جمع العصبة ، و هي الجماعة من الناس من العشرة إلى الأربعين (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۳ «عصب») .

الصفحه من 540