اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 359

أميرِالمُؤمِنينَ عليه السلام وهِيَ :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا ما أوصى بِهِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ ، أوصى أنَّهُ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ، صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، ثُمَّ إنَّ صَلاتي ونُسُكي ومَحيايَ ومَماتي للّهِِ رَبِّ العالَمينَ لا شَريكَ لَهُ وبِذلِكَ اُمِرتُ وأنَا مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنّي اُوصيكَ يا حَسَنُ وجَميعَ أهلِ بَيتي ووُلدي ومَن بَلَغَهُ كِتابي بِتَقوَى اللّهِ رَبِّكُم ، ولا تَموتُنَّ إلّا وأنتُم مُسلِمونَ ، وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللّهِ جَميعا ولا تَفَرَّقوا ، فَإِنّي سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : صَلاحُ ذاتِ البَينِ أفضَلُ مِن عامَّةِ الصَّلاةِ وَالصِّيامِ ، و إنَّ المُبيرَةَ ۱ الحالِقَةَ ۲ لِلدّينِ فَسادُ ذاتِ البَينِ ، ولاقُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ، اُنظُروا ذَوي أرحامِكُم فَصِلوهُم يُهَوِّنِ اللّهُ عَلَيكُمُ الحِسابَ .
اللّهَ اللّهَ فِي الأَيتامِ ، فَلا تُغِبّوا أفواهَهُم ولا يَضيعوا بِحَضرَتِكُم ، فَقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : مَن عالَ يَتيًما حَتّى يَستَغنِيَ أوجَبَ اللّهُ عز و جل لَهُ بِذلِكَ الجَنَّةَ ، كَما أوجَبَ لِاكِلِ مالِ اليَتيمِ النّارَ .
اللّهَ اللّهَ فِي القُرآنِ ، فَلا يَسبِقكُم إلَى العَمَلِ بِهِ أحَدٌ غَيرُكُم .
اللّهَ اللّهَ في جيرانِكُم ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله أوصى بِهِم ، وما زالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يوصي بِهِم حَتّى ظَنَنّا أنَّهُ سَيُوَرِّثُهُم .
اللّهَ اللّهَ في بَيتِ رَبِّكُم ، فَلا يَخلُ مِنكُم ما بَقيتُم ، فَإِنَّهُ إن تُرِكَ لَم تُناظَروا ، وأدنى ما يَرجِعُ بِهِ مَن أمَّهُ أن يُغفَرَ لَهُ ما سَلَفَ .

1.مُبيرة : مُهلكة (لسان العرب : ج ۴ ص ۸۶ «بور») .

2.الحالقة : الخصلة التي من شأنها أن تحلِق ، أي تُهلك وتستأصل الدين كما يستأصل الموس الشَّعر ، وقيل : هي قطيعة الرحم والتظالم (النهاية : ج ۱ ص ۴۲۸ «حلق») .

الصفحه من 540