اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 88

النائب والبديل ، وهو الشخص الّذي يتولّى مسؤوليّات الشخص السابق ويملأ فراغه ، والمسؤولية الرئيسة والمحورية للنبيّ صلى الله عليه و آله هي هداية الناس وإرشادهم إلى الفلاح والفوز .
بناءً على ذلك ، فإنّ الشخص الوحيد الّذي يستحقّ عنوان الخلافة هو الّذي يعمل على هداية الناس على أفضل وجه .
لذلك فقد اعتبر رسول اللّه صلى الله عليه و آله الدعاة إلى الدين خلفاءه ، حيث أكّد في هذا المجال قائلاً :
اللَّهُمَّ ارحَم خُلَفائي .
قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ومَن خُلَفاؤُكَ؟
قالَ : الَّذينَ يَأتونَ مِن بَعدي يَروونَ حَديثي وَسُنَّتي . ۱
وقد كانت الحكومة الوسيلة الوحيدة الّتي استغلّها النبيّ صلى الله عليه و آله وحققّ هدفه من خلالها ، وقد أدّى صلى الله عليه و آله مسؤوليته وواجبه سواء تولّى الحكم أم لم يتولّه (مثل عهد ما قبل الهجرة) .
وتدلّ التوجيهات والتأويلات الّتي سنذكرها نقلاً عن محققّي الحديث من أهل السنّة على أنّهم فسّروا الخليفة حسب المعنى الشائع دون الالتفات إلى غاية بعثة الأنبياء ، فبحثوا عن الخليفة بين الحكّام وأرباب القوّة ، ومن البديهي أنّ حكّاما ظلمة ودمويّين مثل يزيد وعبدالملك لا يمكن اعتبارهم خلفاء لأعظم الأنبياء والرسل وخاتمهم .
ولاشكّ في أنّ هدف النبيّ صلى الله عليه و آله من هذا الحديث هو التعريف بأفضل الأشخاص الّذين يتمتّعون من بعده بالصّلاحيّة الكاملة لقيادة الاُمّة الإسلامية .

1.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۴۲۰ ح ۵۹۱۹ .

الصفحه من 540