التّأنّي (تفصیلی) - الصفحه 4

التأنّي من منظار الكتاب والسنّة

لم تستخدم كلمة «التأنّي » في القرآن الكريم ، ولكنّنا يمكن أن ندرك حُسن هذه الصفة من منظار هذا الكتاب السماوي ، من خلال ذمّه المتكرّر للطرف المقابل لها ، أي «العجلة » . وأمّا في روايات أهل البيت عليهم السلام فقد ورد الحثّ على التأنّي في الأقوال والأفعال وبتعابير مختلفة ، نظير : «التأنّي » و «التثبّت » و «التؤدة » و « الأناة » في مقابل العجلة ، خصوصا في الاُمور الهامّة . ويمكن تصنيف هذه الأحاديث كالتالي:

1 . التأنّي ، إلهية

الملاحظة الاُولى التي تستحق الاهتمام في بيان فضل صفة «التأنّي » هي أنّ هذه الصفة ، من صفات أفعال اللّه الحكيم ، بمعنى أنّ خالق العالم كان بإمكانه أن يخلق العالم في أقلّ من طرفة عين ، إلّا أنّ حكمته اقتضت أن يخلقه في ستّة مراحل ، وعلى هذا فإنّ من حِكَم الخلق التدريجي للعالم ، هي تعليم المخلوقات التأنّي في الأفعال . ۱
كما أنّ اللّه لا يعجل في عقاب المفسدين ، بل يمهلهم عسى أن يعودوا إلى رشدهم ويكفّوا عن الإفساد على إثر عوامل اليقظة التي يضعها في مسار حياتهم ، ۲ وهو أيضا درس آخر للمسؤولين السياسيين ، الثقافيين والقضائيين كي يقتدوا باللّه ـ سبحانه ـ لبناء المجتمع المثالي في التعامل مع المفسدين.

2 . التأنّي ، صفة الأنبياء عليهم السلام

الأنبياء أولى الناس بأن يجسّدوا في أفعالهم الصفات الإلهية كي يتبعهم الآخرون أيضا.

1.. راجع : ص ۱۶ ح ۷۴۵۵ .

2.. راجع : ص ۱۷ ح ۷۴۵۹ .

الصفحه من 24