البخل (تفصیلی) - الصفحه 9

ويؤدّي هذا الفقر الروحي إلى أن يشعر البخيل بالنقص والحاجة والعوز مهما كان ما يمتلكه . والشعور بالعوز هذا هو بدوره يستتبع ضيق الصدر والروح ۱ ، وبذلك يُسْلَب البخيل الاطمئنان النفسي ويصاب بالرذائل الأخلاقية ، مثل : عدم الحياء ، وفقدان المروءة ، ومثل هذا الشخص يتمنّى أن يعيش كل الناس الفقر والعوز . ۲

المجموعة الثانية : الأخطار الاجتماعية والثقافية

نذكر فيما يلي الملاحظات المهمّة التي جاءت في الروايات فيما يتعلّق بمخاطر البخل الاجتماعية وهي : بغض العموم للبخيل ، عدم امتلاك صديق حقيقي ، عدم امتلاك الكرامة ، الانقطاع عن الأصدقاء بل الأقارب أيضا . ۳
وبالإضافة إلى المضارّ الاجتماعية للبخل على الشخص البخيل ، فإنّ هذه الرذيلة تعدّ أيضاً من عوامل الفساد الثقافي للمعوزين في المجتمع . ۴
ومن جهة اُخرى ، نظراً إلى أنّ طبيعة الحرص والطمع كامنة في غريزة البشر ، فعند رؤية عامّة الناس ثروة البخلاء الضخمة يقبلون على هذه الصفة ويتبعونهم في الحياة الاجتماعية ، ولذلك فإنّ الأشخاص البخلاء هم من الناحية العمليّة اُنموذج في البخل وآمرون به أيضاً .
وبذلك تنتشر ثقافة البخل في المجتمع وتتزلزل دعائم دين الناس ودنياهم .

المجموعة الثالثة : المخاطر الدينية

تتمثّل المخاطر الدينية للبخل في سلب التوفيق من البخيل في القيام بأعمال الخير ،

1.راجع : ص ۱۶۱ (ضيق الصدر) و (قلّة الراحة) .

2.راجع : ص۱۶۲ (تمنّي الفقر للناس) .

3.راجع : ص۱۶۳ (سبّ الناس) وص۱۶۴ (بغض الناس) وص۱۶۵ (العار بين الناس) و (الذلّة بين الناس) وص۱۶۷ (قطع الرحم) وص۱۶۸ (عدم الحبيب) .

4.راجع : ص۱۶۳ (فساد الفقراء) .

الصفحه من 88