البدعة (تفصیلی) - الصفحه 27

الهَوى سادَةٌ فِي الرَّدى ، وآخَرونَ مِنهُم جُلوسٌ بَينَ الضَّلالَةِ وَالهُدى ، لا يَعرِفونَ إحدَى الطّائِفَتَينِ مِنَ الاُخرى ، يَقولونَ : ما كانَ النّاسُ يَعرِفونَ هذا ، ولا يَدرونَ ما هُوَ ؟ وصَدَقوا ، تَرَكَهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَلَى البَيضاءِ ۱ لَيلُها مِن نَهارِها ، لَم يَظهَر فيهِم بِدعَةٌ ولَم يُبَدَّل فيهِم سُنَّةٌ ، لا خِلافَ عِندَهُم ولَا اختِلافَ .
فَلَمّا غَشِيَ النّاسَ ظُلمَةُ خَطاياهُم صاروا إمامَينِ : داعٍ إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى ، وداعٍ إلَى النّارِ ، فَعِندَ ذلِكَ نَطَقَ الشَّيطانُ ، فَعَلا صَوتُهُ عَلى لِسانِ أولِيائِهِ ، وكَثُرَ خَيلُهُ ورَجِلُهُ ، وشارَكَ فِي المالِ وَالوَلَدِ مَن أشرَكَهُ ، فَعُمِلَ بِالبِدعَةِ وتُرِكَ الكِتابُ وَالسُّنَّةُ ، ونَطَقَ أولياءُ اللّهِ بِالحُجَّةِ ، وأخذوا بِالكِتابِ وَالحِكمَةِ ، فَتَفَرَّقَ مِن ذلِكَ اليَومِ أهلُ الحَقِّ وأهلُ الباطِلِ وتَخاذَلَ وتَهادَنَ أهلُ الهُدى ، وتَعاوَنَ أهلُ الضَّلالَةِ ، حَتّى كانَتِ الجَماعَةُ مَعَ فُلانٍ وأشباهِهِ ، فَاعرِف هذَا الصِّنفَ .
وصِنفٌ آخَرُ ، فَأَبصِرهُم رَأيَ العَينِ نُجَباءَ ، وَالزَمهُم حَتّى تَرِدَ أهلَكَ ، فَإِنَّ الخاسِرينَ الذَّينَ خَسِروا أنفُسَهُم وأهليهِم يَومَ القِيامَةِ، ألا ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبينُ. ۲

۸۱۰۰.الإمام الباقر عليه السلام :أدنَى الشِّركِ أن يَبتَدِعَ الرَّجُلُ رَأياً فَيُحِبَّ عَلَيهِ ويُبغِضَ عَلَيهِ . ۳

۸۱۰۱.كتاب من لا يحضره الفقيه عن أبي حمزة الثُّمالِيِّ :قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ عليه السلام : ما أدنَى النَّصبِ ؟ فَقالَ : أن يَبتَدِعَ الرَّجُلُ شَيئاً فَيُحِبَّ عَلَيهِ ويُبغِضَ عَلَيهِ . ۴

۸۱۰۲.معاني الأخبار عن الحلبي :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام : ما أدنى ما يَكونُ بِهِ العَبدُ كافِرا ؟

1.البَيضاءُ : وصف الشريعة ـ الإسلامية ـ بكونها بيضاء نقيّة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۲۰۸ «بيض») .

2.الكافي : ج ۸ ص ۵۴ ح ۱۶، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۶۱ ح ۲ .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۵۷۲ ح ۴۹۵۵ ، ثواب الأعمال : ص ۳۰۷ ح ۳ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۲۸ ح ۶۶۶ كلّها عن محمّد بن مسلم ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۴۳ .

4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۳ ص ۵۷۲ ح ۴۹۵۶ ، ثواب الأعمال : ص ۳۰۷ ح ۴ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۴۴ .

الصفحه من 94