البدعة (تفصیلی) - الصفحه 5

ومخاطرها على المجتمع الإسلامي ، وأكّدت أنّ من الواجب على الجميع ـ وخاصّة الواعين وذوي السلطة في المجتمع ـ أن يحاربوا بحزم البدع التي سوف تتحقّق ۱ .
ومن خلال التأمّل في هذه المجموعة من الروايات ، يتّضح أنّ مفهوم البدعة كان واضحاً بالنسبة إلى المخاطبين فيها ولم يكن بحاجة إلى إيضاح .
المجموعة الثانية : الروايات التي وصفت البدع الدينية بأنّها أسوأ الاُمور ، وفسّرتها بالبدعة ۲ ، مثل هذه الرواية :
شَرُّ الاُمورِ مُحدَثاتُها ، وكُلُّ مُحدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ . ۳
وهناك ملاحظتان تسترعيان الاهتمام في هذا النوع من الروايات :
الملاحظة الأولى : هي الإشارة إلى المنع العقلي للبدعة ، وأنّ إدخال ما لا علاقة له بالدين ليس سيئاً من الناحية العقلية فحسب ، بل هو «شرّ الاُمور» وأسوأ الأعمال ، ولذلك فإنّ تحريم البدعة لا يحتاج إلى دليل خاصّ ، لأنّ العقل يحكم هو نفسه ـ بعد قبول المبدأ والمعاد والدين ـ أن ليس لأحد الحقّ في أن يضيف شيئاً إلى الدين ، أو ينقص منه شيئاً وينسبه إلى اللّه ، سوى اللّه تعالى ورسوله .
الملاحظة الثانية : هي أنّ تفسير المحدثات الممنوعة ب«البدعة» يظهر أنّ معنى كلمة «البدعة» كان واضحاً بالنسبة إلى مسلمي صدر الإسلام إلى درجة بحيث لم تكن بحاجة إلى تفسير وتبيان فحسب ، بل إنّ الكلمة المعادلة لها لغويّاً مثل «المُحْدَث» كانت تفسّر بواسطتها .
المجموعة الثالثة : تفسير البدعة بالإبداع في الدين ، بعد النبي صلى الله عليه و آله :

1.راجع : الفصل الثالث حتى الفصل السادس .

2.راجع : ص ۲۲۰ (تحذير النبي صلى الله عليه و آله من البدعة والمبتدع) .

3.راجع : ص ۲۲۰ ح ۸۰۷۶ .

الصفحه من 94