البدعة (تفصیلی) - الصفحه 51

الحَقِّ ، ولا أظهَرَ مِنَ الباطِلِ ، ولا أكثَرَ مِنَ الكَذِبِ عَلَى اللّهِ تَعالى ورَسولِهِ صلى الله عليه و آله . ولَيسَ عِندَ أهلِ ذلِكَ الزَّمانِ سِلعَةٌ أبوَرَ مِنَ الكِتابِ إذا تُلِيَ حَقَّ تِلاوَتِهِ ، ولا سِلعَةٌ أنفَقَ بَيعا ولا أغلى ثَمَنا مِنَ الكِتابِ إذا حُرِّفَ عَن مَواضِعِهِ . ولَيسَ فِي العِبادِ ولا فِي البِلادِ شَيءٌ هُوَ أنكَرَ مِنَ المَعروفِ ، ولا أعرَفَ مِنَ المُنكَرِ ولَيسَ فيها فاحِشَةٌ أنكَرَ ولا عُقوبَةٌ أنكى مِنَ الهُدى عِندَ الضَّلالِ في ذلِكَ الزَّمانِ . فَقَد نَبَذَ الكِتابَ حَمَلَتُهُ ، وتَناساهُ حَفَظَتُهُ ... .
فَالكِتابُ وأهلُ الكِتابِ في ذلِكَ الزَّمانِ طَريدانِ مَنفِيّانِ ، وصاحِبانِ مُصطَحِبانِ في طَريقٍ واحِدٍ لا يُؤويهِما مُؤوٍ ... فَالكِتابُ وأهلُ الكِتابِ في ذلِكَ الزَّمانِ فِي النّاسِ ولَيسوا فيهِم ، ومَعَهُم ولَيسوا مَعَهُم ، وذلِكَ لِأَنَّ الضَّلالَةَ لا تُوافِقُ الهُدى وإنِ اجتَمَعا . وقَدِ اجتَمَعَ القَومُ عَلَى الفُرقَةِ ، وَافتَرَقوا عَنِ الجَماعَةِ ... كَأَنَّهُم أئِمَّةُ الكِتابِ ولَيسَ الكِتابُ إمامَهُم . لَم يَبقَ عِندَهُم مِنَ الحَقِّ إلَا اسمُهُ ، ولَم يَعرِفوا مِنَ الكِتابِ إلّا خَطَّهُ وزَبرَهُ ۱ ... ومِن قَبلُ ما مَثَّلوا بِالصّالِحينَ كُلَّ مُثلَةٍ وسَمَّوا صِدقَهُم عَلَى اللّهِ فِريَةً ۲ ، وجَعَلوا فِي الحَسَنَةِ العُقوبَةَ السَّيِّئَةَ . ۳

1.الزَّبْرُ : الكتابَةُ (الصحاح : ج ۲ ص ۶۶۷ «زبر») .

2.الفريَةُ : الكِذْبَةُ (النهاية : ج ۳ ص ۴۴۳ «فرا») .

3.الكافي : ج ۸ ص ۳۸۷ ح ۵۸۶ عن محمّد بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن أبيه ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۴۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۶۶ ح ۳۴ .

الصفحه من 94