البدعة (تفصیلی) - الصفحه 64

المَسجِدِ ، فَصَلّى رِجالٌ بِصَلاتِهِ ، فَأَصبَحَ ناسٌ يَتَحَدَّثونَ بِذلِكَ ، فَلَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الثّالِثَةُ كَثُرَ أهلُ المَسجِدِ ، فَخَرَجَ فَصَلّى فَصَلّوا بِصَلاتِهِ ، فَلَمّا كانَتِ اللَّيلَةُ الرّابِعَةُ عَجَزَ المَسجِدُ عَن أهلِهِ ، فَلَم يَخرُج إلَيهِم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَطَفِقَ رِجالٌ مِنهُم يُنادونَ الصَّلاةَ فَلا يَخرُجُ ، فَكَمَنَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى خَرَجَ لِصَلاةِ الفَجرِ ، فَلَمّا قَضَى الفَجرَ قامَ ، فَأَقبَلَ عَلَيهِم بِوَجهِهِ ، فَتَشَهَّدَ ، فَحَمِدَ اللّهَ ، وأثنى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ : أمّا بَعدُ فَإِنَّهُ لَم يَخفَ عَلَيَّ شَأنُكُم ، ولكِنّي خَشيتُ أن تُفتَرَضَ عَلَيكُم صَلاةُ اللَّيلِ ، فَتَعجِزوا عَنها .
وكانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُرَغِّبُهُم في قِيامِ رَمَضانَ مِن غَيرِ أن يَأمُرَ بِعَزيمَةِ أمرٍ ، فَيَقولُ : مَن صامَ رَمَضانَ إيمانا وَاحتِسابا ، غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنبِهِ .
فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَكانَ الأَمرُ كَذلِكَ في خِلافَةِ أبي بَكرٍ وصَدرا مِن خِلافَةِ عُمَرَ ، حَتّى جَمَعَهُم عُمَرُ عَلى اُبَيِّ بنِ كَعبٍ وصَلّى بِهِم ، فَكانَ ذلِكَ أوَّلَ مَا اجتَمَعَ النّاسُ عَلى قِيامِ رَمَضانَ . ۱

۸۱۹۳.تهذيب الأحكام عن زرارة وابن مسلم و الفضيل قالوا :سَأَلناهُما عَنِ الصَّلاةِ في رَمَضانَ نافِلَةً بِاللَّيلِ جَماعَةً فَقالا : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ إذا صَلَّى العِشاءَ الآخِرَةَ انصَرَفَ إلى مَنزِلِهِ ، ثُمَّ يَخرُجُ مِن آخِرِ اللَّيلِ إلَى المَسجِدِ ، فَيَقومُ فَيُصَلّي ، فَخَرَجَ في أوَّلِ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ لِيُصَلِّيَ كَما كانَ يُصَلّي ، فَاصطَفَّ النّاسُ خَلفَهُ فَهَرَبَ مِنهُم إلى بَيتِهِ وتَرَكَهُم، فَفَعَلوا ذلِكَ ثَلاثَ لَيالٍ ، فَقامَ فِي اليَومِ الرّابِعِ عَلَى مِنبَرِهِ ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّ الصَّلاةَ بِاللَّيلِ في شَهرِ رَمَضانَ النّافِلَةَ في جَماعَةٍ بِدعَةٌ وصَلاةَ الضُّحى بِدعَةٌ ، ألا فَلا تَجتَمِعوا لَيلاً في شَهرِ رَمَضانَ لِصَلاةِ اللَّيلِ ولا تُصَلّوا صَلاةَ الضُّحى ؛ فَإِنَّ ذلِكَ مَعصِيَةٌ ، ألا وإنَّ كُلَّ بِدعَةٍ ضَلالَةٌ ، وكُلَّ ضَلالَةٍ سَبيلُها إلَى

1.صحيح ابن خزيمة : ج ۳ ص ۳۳۸ ح ۲۲۰۷ ، السنن الكبرى : ج ۲ ص ۶۹۴ ح ۴۶۰۲ ، مسند إسحاق بن راهويه : ج ۲ ص ۳۰۴ ح ۸۲۷ كلاهما نحوه ، كنز العمّال : ج ۷ ص ۸۱۶ ح ۲۱۵۴۰ .

الصفحه من 94