البدعة (تفصیلی) - الصفحه 71

وبعض أهل السنّة واعتبرت مقبولة ۱ . في حين أنّ روايات الطائفة الاُولى لم تُروَ إلّا من قبل محدِّثي أهل السنّة وفقهائهم ولم يقبلوها كلّهم . ۲
وباختصار ؛ فإنّ أيّاً من الفقهاء لم يعتبر هذه الصلاة واجبة ، ولم يعتبر تركها موجباً للعذاب والعقاب . وبناءً على ذلك فإنّ احتمال كونها بدعة يستوجب الاحتياط بشأنها واجتنابها ، كما يقول العلّامة الحلّي :
وإذا كانت قد وردت أخبار صحيحة تدلّ على أنّها بدعة ، تعيّن تركها ، لأنّ تركها غير حرام ، وفعلها على هذه الرواية حرام ، فيكون تركها أحوط وأبرأ للذمّة . ۳
ومن الجدير ذكره أنّه لم يعدّ من الممكن الاستناد إلى أخبار «من بلغ» نظراً إلى الأحاديث المعارضة والنهي الشديد عنها ؛ ذلك لأنّ أخبار «من بلغ» لا تملك القدرة على إثبات استحباب الشيء الذي يكون احتمال ردعه قويّاً ، على فرض الدلالة على استحباب العمل الذي وُعد بالثواب على القيام به .

1.لم يرفض محدّثو أهل السنّة الروايات النافية في البخاري ، بل إنّهم بادروا لجمع الأدلّة والشواهد وقد تمسّك جمهور علماء الشيعة بالروايات النافية في هذا المجال . راجع : رسائل المرتضى : ج ۱ ص ۲۲۱ والخلاف : ج ۱ ص ۵۴۳ وتذكرة الفقهاء : ج ۲ ص ۲۷۸ .

2.راجع : الشرح الكبير على المغني للمقدسي : ج ۱ ص ۷۷۵ والفقه على المذاهب الأربعة : ج ۱ ص ۳۳۲ وزاد المعاد : ج ۱ ص ۱۱۶ .

3.الرسالة السعدية : ص ۱۱۹ .

الصفحه من 94